سقطت الفتاة شريفة هزازي ضحية للفقر، بعد أن زوَّجها والدها من رجل يبلغ من العمر 84 عاما، وهي العشرينية التي لم تذق من الدنيا غير مرارة العوز في بيت والدها المصنوع من القش، فما كان منها إلا أن هربت من منزل زوجها ليلة الزفاف، مفضلة بيت القش على زواجها غير المتكافئ، وقد ساهمت حقوق الإنسان في طلاقها، رغم تمسك الزوج بها. معيشة ضنكا يقول والد شريفة علي شويعي من سكان قرية الشبقة في جازان «دفعني الفقر لتزويج ابنتي من المسن حيدر الذي يكبرها بسنوات كثيرة، فقد عشنا حياة ضنكاً لا يعلم بها إلا رب العباد، كما أني لا أملك أي أوراق تثبت هويتي، وكذلك ابنتي، فقد منعتني ظروفي المادية عن متابعة معاملاتي في الجهات الحكومية، لأحصل على بطاقة أحوال»، وأضاف «أقسم ثلاثا بأن عمر ابنتي يتعدى العشرين عاما، وليس كما تناقله الناس بأن عمرها 15عاما»، مشيرا إلى أن إغراءه بالمال دفعه للموافقة بهذه الزيجة، ليسد رمق عيش أسرته، الذين يعيشون في بيت صُنع من القش، لا يقيهم برد الشتاء أو حرارة الصيف. وأشار إلى أن له من الأبناء والبنات 13، من بينهم شريفة، التي كانت بمثابة الصفقة بين والدها وزوجها. زوج شريفة التقت «الشرق»، زوج شريفة، حيدر بن علي مسرحي، الذي يسكن قرية أبو السبيلة في محافظة الحرث، الذي قال إنه تقدم لأسرة الفتاة بطلب الزواج من ابنتهم، فوافاه والدها بالقبول والإيجاب، وتم الاتفاق على المهر وجميع المتطلبات لإتمام الزواج، وأضاف «دفعت المهر المطلوب للفتاة، والمقدر ب 45 ألف ريال، إضافة إلى تكاليف أخرى بلغت 35000 ريال». ويحكي مسرحي تفاصيل هروب زوجته ويقول «بعد إتمام مراسم حفل الزواج، أخذت شريفة إلى منزلي، إلا أنها بادرت بإقفال الباب على نفسها، ومكثت في الغرفة حتى جاء اثنان من أخوالها واصطحباها معهما إلى منزل والدها». وبين أنه لم يحصل إلا على 20 ألف ريال فقط من المهر الذي دفعه، من قبل شيخ شمل قبيلة الهزاهيز في قرية سودانة الشيخ أحمد محمد طراد هزازي، وذلك وفقا للأعراف القبلية، مشيرا إلى أنه توجه إلى محافظة الحرث ليقدم شكوى إلى المحافظ، يطالب فيها بباقي المهر، أو إرجاع شريفة، إلا أنه لم يجده، فذهب إلى محكمة الحرث وأيضا لم يجد القاضي، وأضاف «ما العيب في زواجي؟! فلا زلت رجلا قادرا على القيام بواجباتي الزوجية، وصحتي ولله الحمد جيدة جدا». وأشار إلى أنه تزوج من شريفة بدون عقد رسمي موثق في وزارة العدل، بل من خلال مأذونين، وموافقة والد العروس، وشهادة الشهود. حقوق الإنسان وأوضح بيان صحفي صادر من هيئة حقوق الإنسان، ورود معلومات للهيئة عن زواج فتاة قاصر، من رجل يبلغ من العمر 84 عاما في جازان، وقد وجه رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان فريقاً من الهيئة يرأسه الدكتور هادي اليامي المشرف على فرع المنطقة وعضو مجلس الهيئة بالانتقال إلى مكان إقامة الفتاة والوقوف على ملابسات زواجها، والتحقق من المعلومات التي وردت للهيئة وتقديم العون القانوني لها بما يضمن حمايتها من هذا الزواج غير المتكافئ. وانطلق الفريق بغرض تطليق الزوجين، بقيادة عضو مجلس الهيئة الدكتور هادي اليامي، بحضور شيخ القبيلة وبعض الأعيان، حتى تم الاتفاق على تطليق الفتاة بالتراضي، وكتابة اتفاق بذلك. الزوج الثمانيني أثناء حديثه للزميل عبدالمجيد العريبي «الشرق» والد الفتاة أمام منزله المصنوع من القش