شبّ حريق أمس في شركة ابن رشد في ينبع الصناعية اقتصر على وحدة التسخين، وذلك نتيجة تسرب الوقود من الأنابيب واشتعال النيران في إحدى الوحدات الصناعية في ساعة مبكرة من صباح أمس. وقد صاحب الحريق انتشار إشاعات تطالب السكان بالحذر وإغلاق النوافذ وعدم مغادرة المنازل، بسبب تسرب غازات سامة ناجمة عن تفاعلات كيميائية خلال الحريق، وهو ما نفاه المتحدث باسم الدفاع المدني، وكذلك مصدر مسؤول في مصلحة الأرصاد. واستمرت جهود الدفاع المدني ووحدات السلامة والإطفاء في الشركة وفريق التدخل السريع المكون من عدد من فرق الإطفاء والإنقاذ في الشركات الصناعية وإدارة الأمن الصناعي في الهيئة الملكية في ينبع، في عمليات إخماد الحريق حتى ظهر أمس. ووجد رجال الإطفاء صعوبة في عملية إخماد الحريق الذي استغرق نحو سبع ساعات متواصلة، مستخدمين تقنيات متطورة وأنواعاً مختلفة من الرغوات والخلطات الخاصة بعمليات إخماد هذا النوع من الحرائق، حيث تكللت جهودهم بالنجاح في محاصرة النيران والحيلولة دون وقوع إصابات أو وفيات بين العاملين. وذكر الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة خالد مبارك الجهن، أن غرفة عمليات إدارة الدفاع المدني في محافظة ينبع تُبلغت عند الساعة السابعة والدقيقة الخامسة والأربعين من صباح أمس، عن وقوع حريق في شركة ابن رشد في ينبع الصناعية، اقتصر على وحدة التسخين، نتيجة تسرب الوقود من الأنابيب إلى داخل أحد الأفران في مصنع العطريات، وعلى الفور تم عزل جميع مصادر الوقود إلى الفرن من قِبل العاملين في المصنع، والقيام بعملية التبريد من الخارج حتى نفاد الوقود الموجود داخل الأنابيب، وقد سقط الجزء العلوي من مدخنة الفرن نتيجة تأثره بالحريق، الذي تمت السيطرة عليه من قِبل أربع فرق إطفاء وفرقة التدخل الكيميائية وفرقتي إنقاذ وفرقتي إطفاء مساندة من المدينةالمنورة، وطائرة من الطيران الأمني، وفرق الإطفاء من الشركات الصناعية أعضاء لجنة «ياما». وأضاف أن رجال الأمن والسلامة في المصنع قاموا باتخاذ الإجراءات الاحتياطية والاحترازية للسيطرة على الحادث ومنع انتشاره إلى باقي أجزاء المصنع، ولم تسجل أي إصابات ولله الحمد، وسوف تقوم الشركة بتقدير الخسائر المادية لاحقاً. ونشب الحريق في وحدة تصنيع العطريات في الشركة على مساحة 350 متراً مربعاً، ويعدّ مصنع العطريات الذي نشب فيه الحريق متخصصاً في إنتاج أنواع مختلفة من المركبات العطرية أو الحلقية تشمل مادتين أساستين هما البارازيلين والبنزين، بالإضافة إلى إمكانية إنتاج مركبات أخرى مثل الميتازايلين والأورثوزايلين، ويستخدم غاز البترول المسال كمادة أساسية، وساعدت مادة الغاز في انتشار الحريق عبر برج المصنع، حيث ظهرت سحابة سوداء كبيرة فوق المصنع جعلت أهالي ينبع البحر يشاهدونها من بُعد 15 كم. وحول انتشار انبعاثات لعناصر سامة في الأجواء بسب احتراق مواد بترولية وغازات صناعية، ذكر مصدر مسؤول في الأرصاد أنه لم يتم رصد أي عناصر سامة من خلال أجهزة الرصد تتخطى المعدلات المسموح بها، وتم رصد عدد من البلاغات من مواطنين في ينبع يستفسرون عن انتشار الغازات السامة في الأجواء، إلا أنه يجدر التنويه إلى أن العناصر سواء كانت غازات أو سائلة، احترقت ولم تعد تشكل أي خطورة تُذكر.وفرضت إدارة أمن المنشآت الموجودة في الموقع طوقاً أمنياً حول المداخل المؤدية إلى موقع الشركة، ومنعت الإعلاميين والمصورين من الاقتراب من الموقع حرصاً على سلامتهم. وقد انتشرت رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل عبر ال«وتس آب» تحذر المواطنين من الخروج من المنازل، وإغلاق النوافذ، وذلك بسبب انتشار غازات سامة، وقد سببت هذه الرسائل حالة ذعر بين سكان ينبع الصناعية، الأمر الذي نفاه الناطق الإعلامي للدفاع المدني، الذي أكد عدم رصد أي انتشار للغازات السامة. «سابك» تؤكد السيطرة على الحريق الرياض – واس أوضحت الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» أنه وقع أمس عند الساعة 07:45 صباحاً حريق داخل إحدى الأفران في مصنع العطريات التابع للشركة العربية للألياف الصناعية «ابن رشد» في مدينة ينبع الصناعية؛ بسبب تسرُّب الوقود من أحد الأنابيب داخل الفرن، وقد تمت السيطرة على الحريق تماماً، ولم يتسبَّب الحادث – بفضل الله تعالى – في وقوع أي ضحايا أو إصابات. وقالت الشركة في بيان أصدرته بهذا الخصوص، إنه منذ لحظة اندلاع النيران تمَّ على الفور عزل جميع مصادر الوقود إلى الفرن، حتى تقلص مستوى الحريق وانطفأ بعد نفاذ كمية الوقود الموجودة داخل أنابيب الفرن عند الساعة 02:30 ظهرًا.