أمريكا بكل عظمتها السياسية استفادت من تجربة حربنا على الإرهاب الذي اكتوينا بويلاته حقبة زمنية مضت إلى غير عودة بإذن الله.. وكلنا يتذكر كلمة الملك عبدالله التي نقش حروفها القوية على صفحات تاريخ بلادنا المضيء بالوحدة والحرية وأعلنها مدوية أن الدولة ستضرب بيد من حديد كل من يمس أمنها. حينها تضافرت جهود أجهزة الدولة الحكومية والمجتمعية للقضاء على الفكر الضال ليستسلم عدو التنمية الأول فيولي بعض رموزه بعيدا عن سيفنا البتار وبعض آخر عاد لرشده ليجد نخلة الكرم تمده بالعطاء.. وبين هذا وذاك لابد أن نعترف بأننا جزء من عالم مليء بفتن المغرضين وعرضة للمتربصين بثرواتنا الفكرية والمادية والبشرية سواء من الداخل أو الخارج لذا بات علينا أن نخلق لأنفسنا درعاً للحماية. ولعلنا نتفق أن أحد أهم وسيلة دفاع تحمي شبابنا من الانفلات نحو الفكر الضال هي الرياضة على صعيدها البدني والإعلامي ولكن مثل هذا الجدار الأمني لن تقوم قائمته بعماد يسمح بالاعتماد عليه إلا من خلال ضخ ميزانيات تكاد تنافس بملياراتها وزارتي الصحة والتربية.. فمنشآتنا الرياضية قليلة جدا نسبة لمناطق مأهولة بالسكان والقلة هذه في حالٍ يرثى لها وتفتقر لمقومات البنية التحتية الجاذبة لاحتواء شبابنا رياضيا وفكريا. وللأمانة فإعلامنا الرياضي سجل نجاحا بإقناع مسؤولنا الشبابي النشط بأن رياضتنا تعيش تحت خط الفقر بغض النظر عن ملايين أنديتها الشرفية ولكنه عجز أن يغير فكرا ساد في أروقة مجلس الشورى ووزارة المالية. لذا أتمنى إعادة النظر في ميزانية رعاية الشباب فربما غاب عنهم أن الرياضة ليست لمجرد الرياضة.