مقولة نتداولها تقول: إن الله سبحانه وتعالى يضع سره في أضعف خلقه .. وهذا هو حال جزيرة فرسان التي كانت حتى عهد قريب لا يعرفها من الناس إلا القليل.. وكانت إن جاز التعبير خارج نطاق الجغرافيا حتى قيض الله لها من ينتشلها من أعماق البحر ويجعلها وشما مضيئا على جبين خريطة هذا الوطن المضيء من أقصاه إلى أقصاه .. كانت الخطوة الأولى عندما زارها صاحب السمو الملكي النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز يوم الأحد الموافق للرابع من شهر شعبان عام 1398ه مرفقا زيارته الميمونة بعطاءات الدولة السخية التي نقلت هذه الجزيرة ومواطنيها إلى عالم القرن العشرين في ذلك الوقت والقرن الحادي والعشرين فيما بعد وكانت أهم العطاءات التي تكرمت بها الدولة عقب تلك الزيارة العبارات البحرية الثلاث التي فتحت بوابة الحياة على مصراعيها وضخت في شرايينها دماء المعاصرة التي تتجدد يوما بعد يوم. وجاءت الخطوة الثانية بعد أن زارها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز في ثاني يوم من توليه لإمارة منطقة جازان والذي اكتشف بعد عدة زيارات متعاقبة لها ما تزخر به هذه الجزيرة من عادات مجتمعية جميلة وموروث يكتسب صفة التفرد الذي هو إفراز لتراكم أزمنة تاريخية ضاربة في القدم تمتد إلى وجود الإنسان فيها منذ ستة آلاف سنة حسب ما أثبتته الدراسات العلمية الحديثة .. وكان من ضمن هذا الموروث ظاهرة أسراب أسماك الحريد التي تزور أحد سواحل فرسان مرة كل عام في زمن لا يخلف موعده. ومن منطلق سعة أفق فكره السياحي وجد في هذه الظاهرة الطبيعية ضالته المنشودة ليتبناها مهرجانا وطنيا سنويا كل عام وليخرجها من إطارها المحلي المحاصر بمياه البحر إلى إطار وطني تجاوز حدود الوطن عبر الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة إلى مهرجان يشاهده الكثيرون من أمم الأرض بل ويحضره الكثيرون من كبار مسؤولي هذا الوطن من أمراء ووزراء ورجال أعمال وضيوف أجانب بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة منظورة ومسموعة ومقروءة ولم تقتصر هذه الوسائل على إبراز هذه الظاهرة الطبيعية فقط ولكنها ساهمت في تعريف الآخرين بما يمتلكه أبناء هذه الجزيرة من طاقات مبدعة ثقافة وفنا وأصالة موروث تتجلى في الفعاليات المصاحبة لهذا المهرجان على مستوى الكلمة الشاعرة واللحن والأداء الذي يبهر عيون الآخرين بتلقائيته النابعة من إحساسهم الفطري وأذواقهم المرهفة رغم شح التموين المادي الذي يجب أن يغذي منابع هذه الروافد المتدفقة ورغم وجود المغرضين الذين يسوؤهم نجاح الآخرين والذين لا يتجاوز عطاؤهم محاولة التشويه والتقليل من عطاءات عشاق النجاح ومحبي تراب هذا الوطن وأسوأ من هذا عدم فهمهم لقراءة مرحلة العصر الذي نعيشه اليوم وعدم فهمهم أيضا لما تبذله الدولة حفظها الله من إسعاد للمواطن الذين تمرد على كل محاولات التهييج والفوضوية المدمرة التي يكتوي بويلاتها الآخرون وأثبت أن وعيه وحبه وعشقه لوطنه وولاءه لدولته أكبر من كيد أعدائه من الخارج وأكثر نضجا من كيد المختبئين خلف العناوين الزائفة والشكليات المخادعة. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة