لا تزال أزمة الإسمنت تتصاعد في عدد من المناطق، ويعاني أهالي تبوكوالباحةوعنيزة من تفاقم الأزمة التي تسببت في تعثر مشروعاتهم، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر للحل. ورغم وجود مصنع للإسمنت في تبوك، إلا أن تقليص إنتاجيته دون سبب واضح أربك السوق ورفع الأسعار. واتهم الأهالي العمالة الوافدة باستغلال حالة نقص الكمية المعروضة ورفع أسعار شحنات الإسمنت القادمة من مصنع الجوف. وفي الوقت الذي زحف فيه تجار عنيزة إلى إسمنت اليمامة في الرياض ما قلص الكميات المعروضة في أسواق العاصمة ، فإن الباحة تعاني أزمة تبدو مستعصية على الحل حتى الآن. شح الإنتاج وشكا المواطن سعود الشمري من تبوك من قلة الكميات المعروضة في السوق خلال الأسبوع الحالي، متهما جهات لم يحددها بعقد اتفاقيات مع عمال مقيمين للبيع لهم بكميات كبيرة لكي يتم تخزينها، ومن ثم رفع الأسعار واستغلال المواطنين، فيما حمل المواطن محمد البلوي مسؤولية الأزمة للمسؤولين عن مصنع تبوك لعدم توفيرهم الكميات المطلوبة في السوق، لافتا إلى أن أغلب المعروض من إسمنت الجوف. وتساءل عن فائدة وجود مصنع تبوك، وقال هل يعقل أن مدينة مثل تبوك، أغلب مبانيها تحت الإنشاء، لا يتوفر فيها إسمنت، مطالبا بمراقبة العمالة الوافدة، لأنها المتحكمة في سوق الإسمنت. وأرجع أبو طارق، صاحب شاحنة إسمنت سبب الأزمة إلى شح الإنتاج من المصنع، فضلا عن رفع الأسعار ريالا أو ريالين، ومن ثم يضطر أصحاب الشاحنات إلى رفع الأسعار تحقيقا لهامش الربح. الباحة تعاني وكشف المقاول بخات سعد الجار الله من الباحة، عن وجود نقص كبير في كميات الإسمنت في المنطقة ، ما أدى إلى ارتفاع سعر الكيس الواحد إلى 18 و 20 ريالا إذا تم بيعه مرة أخرى . وأبلغ « الشرق»، أن الباحة تعاني من شح في كمية الإسمنت الموجودة في الأسواق منذ فترة ليست قصيرة. وقال إن شاحنة محملة بالإسمنت وصلت إلى الباحة قادمة من الرياض تحت إشراف لجنة من وزارة التجارة، وعلى متنها حمولة لا تتجاوز 550 كيس إسمنت، في الوقت التي اصطفت فيه عشرات من سيارات النقل، على أمل الحصول على كميات تفي باحتياجاتهم. وأضاف الجار الله، أنه حصل على عشرة أكياس إسمنت فقط رغم حاجته الماسة إلى مائة كيس، مشيرا إلى أن نقص الكميات المعروض من الإسمنت أدى إلى حدوث عمليات مضاربة في الأسعار وفوضى في المكان، وبيع سعر كيس إسمنت الجنوب بمبلغ 18 ريالا رغم أن سعره الأساسي لا يتجاوز 16 ريالا،مبررين رفع الأسعار بأن الكمية جاءت من الرياض . 19 ريالا في الرياض من جهته، كشف مسؤول فريق التمويل في الشركة السعودية للمساكن في الرياض عثمان الزهراني، عن وجود تناقص في الكمية المعروضة في السوق، لكنه قلل من حالة الهلع الخاصة بما يسمى أزمة الإسمنت التي يعيشها سوق البناء حاليا. وأبلغ «الشرق» أنه لا داعي للقلق من قلّة المعروض رغم تأثير ما يحدث على قطاع التمويل العقاري. ورأى الزهراني أن سعر 14 ريالا للكيس يعد عادلا بالنظر إلى تكلفة الشحن، معيدا للأذهان السعر في 1415ه حيث وصل خمسة ريالات، فيما بلغ مؤخرا 19ريالا، لكنه تراجع إلى 14ريالا. هدوء في الشرقية بدوره، استبعد عضو الغرفة التجارية في حفر الباطن وأحد موزعي الإسمنت قاسم الشريع، وجود أي بوادر لحدوث أزمة إسمنت في الشرقية مجددا.وقال في تصريح ل (الشرق) أنه بعد إيقاف تصدير الإسمنت إلى العراق من سوق حفر الباطن انتهت الأزمة نهائيا. وأضاف: الآن نسحب كميات كبيرة من إسمنت الشرقية في الخرسانية بشكل يومي، ولم نشهد أي تغير منذ انتهاء الأزمة الماضية، لافتا إلى وجود تجاوب وتعاون من مسؤولي الشركة الشرقية. وأشار الشريع إلى أن 17 موزعا معتمدا في حفر الباطن لم يواجهوا أي نقص خلال الفترة الماضية، مفيدا أن إسمنت الشرقية يضخ لسوق حفر الباطن ثلاثين ألف كيس يوميا ويتم سحبها بشكل طبيعي، وأكد أن السوق يفضل إسمنت الشرقية لجودته وتميزه لافتا إلى أن سعر الكيس الواحد 13 ريالا في الشرقية بينما يكون 11 ريالا في الشمال. وفي عنيزة قال تاجر الإسمنت حسن الصالحي: نحن نشتري من مصنع إسمنت القصيم بسعر 12ريالا للكيس ونقوم ببيعه بسعر14ريالا للمستهلك حسب التسعيرة المحددة، ولكن مع النهضة العمرانية ارتفع حجم الطلب، ومن ثم لابد من زيادة الكمية. شاحنة إسمنت تعرض حمولتها للبيع في حي النهضة في تبوك (الشرق)
قاسم الشريع
مواطنون يتحدثون ل»الشرق» في سوق إسمنت عنيزةتصوير: سلطان السالم