مازالت أسواق الأسمنت في عدد من مناطق المملكة تعاني شحًا في المعروض وارتفاعًا في الأسعار، وصل إلى 20 ريالًا، وفي الوقت الذي أصبح الحصول على كمية من الأسمنت يشكّل معاناة يومية، وحمّل مواطنون الموزعين والبائعين، والعمالة الوافدة مسؤولية التلاعب بالأسعار، والشح الذي تعاني منه الأسواق، حتى أن بعض البائعين يتفاوضون شفهيًا على الأسعار في “طناش” كامل للفاتورة التي تثبت وتؤكد أن هناك زيادة فعلية للأسعار المتداولة في السوق. وتشهد أسواق جدةوالمدينةالمنورة والباحة شحًا وارتفاعًا في الأسعار، وصفه المواطنون بأنه غير مبرر، فيما أكّد شيخ طائفة العقاريين بالمدينةالمنورة أن العمالة الوافدة هي السبب الرئيس في ظهور سوق سوداء في ظل الفجوة الواسعة بين العرض والطلب. ففي جدة استمرت الفوضى وطوابير الانتظار للأسبوع الثاني على التوالي حيث بدأ الشراء بالحجز قبل الاستلام بيوم، وحتى أمس وخلال جولة «المدينة» وصل عدد المنتظرين على قائمة الاستلام إلى 300. وعبّر المواطن فهد الزهراني الذي وهب نفسه متطوعًا لتسجيل المشترين بالتسلسل، عن معاناته والفوضى التي يشاهدها، وقال: توجهت إلى السوق لأحصل على حصتي، ولكنني فوجئت بوضع سيئ للغاية ومن ثم قررت التطوع لتسجيل الأشخاص، لافتًا إلى أنه سجل 300 اسم في أربع ساعات، على أن تكون حصة كل واحد منهم في حال وصول الأسمنت هي 20 كيسًا. وانتقد عبدالله القنفذي ومحمد الزهراني ارتفاع الأسعار السائد للأسمنت علمًا بأن سعره حسب وزارة التجارة هو 14ريالا. من جهته برّر هزاردي «سائق شاحنة للأسمنت» البيع بسعر 15ريالًا إلى ان المصانع أصبحت تبيع بسعر14ريالًا للكيس «وكشف ل «المدينة» الفاتورة الشرائية التي حصل عليها من المصنع». وأضاف: الشاحنة تنتظر في المصنع لمدة يومين حتى تحصل على الحمولة المسموح بها «500كيس». ومن جهة أخرى اتهم كل من حسين سراج وجابر العتيبي: العمالة الوافدة «يقومون بدور البائع والمشتري، بأنهم عمالة مؤجرة لتجار يشترون بسعر 15 ريالًا، ومن ثم يبيعون في مناطق أخرى بسعر 20 ريال. وقالا: الشاهد على ذلك أن هناك اسماء تتكرر في اليوم نجدهم في طوابير الصباح والمساء» وطالبا وزارة التجارة والدوريات الأمنية بالوقوف المستمر وعدم السماح للعمالة الوافدة بالحصول على كميات الأسمنت، وزاد حسين: الأسمنت متوفر في شرق وشمال ووسط جدة ولكنه في قبضة أيدي جشعة بسعر مبالغ فية يصل إلى 21ريالًا للكيس. * البيع بلا فاتورة وفي المدينة لم يختلف الوضع كثيرًا إذ تعاني الأسواق من شح في المنتج وزيادة في الأسعار تتراوح بين 18 و20 ريالًا، بل إن بعض البائعين يرفضون تسليم فاتورة للمشتري حتى لا يكتب السعر مرتفعًا وهو ما يعد مخالفة صريحة لقرار وزارة التجارة. واتهم ملاك للعقارات تحت الإنشاء السبب في شح الأسمنت إلى تلاعب بعض الموردين لافتين إلى أن المصانع تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، وأنهم يتعمدون تأخير تحميل السيارات لرفع الأسعار بشكل مستتر. وأكّد علي محمود أن المحلات التجارية بالمدينةالمنورة تبيع الأسمنت بأكثر من 18 ريالًا إلا أنهم يرفضون منح المشتري فاتورة بيع محددا بها السعر، وأغلب المحلات توقفت عن البيع مما خلق سوقًًًًًًا سوداء لبيع الأسمنت خارج المحلات التجارية. وأكّد ل «المدينة» أحد مندوبي شركات الخرسانة أن وسيطًا يعمل في عملية جلب الأسمنت من المصنع في ينبع إلى المدينة أبلغهم بوجود نية لفرض زيادة من قبل المصنع على سعر الأسمنت مما سيسهم في زيادة أسعار الخرسانات. *العمالة الوافدة من ناحيته كشف نائب شيخ طائفة العقار بالمدينةالمنورة عبدالله بن عايد السناني أن غالبية عمليات بيع الأسمنت بالمدينةالمنورة يديرها عمالة وافدة. وعند رفع السعر يقومون ببيع الأسمنت خارج المحال التجارية وفي المخططات حتى يفلتون من الملاحقة والعقاب. وأكّد السناني وجود سوق سوداء للأسمنت في المخططات بعيدًا عن محلات البيع، مطالبًا فرع وزارة التجارة بالمدينةالمنورة بإحكام الرقابة على عمليات بيع مواد البناء وخاصة الأسمنت حيث أن فروع وزارة التجارة تتابع المحلات التجارية فقط وتترك من يبيعه خارج المحلات حيث تم إخلاء الأسمنت من المحلات التجارية بالمدينة. من جهتة أجرت «المدينة» اتصالات متعددة بمدير مكافحة الغش التجاري بفرع وزارة التجارة بالمدينةالمنورة غازي الصاعدي على مدى يومين إلا أنه تعذّر الرد على كل المحاولات. ------------------------------------------------------------- جولة “المدينة” تكشف المستور في مخابئ بجدة على صعيد آخر قامت “المدينة” بجولة على ساحة بيع الأسمنت في -مخطط النسيم بجدة - للتأكد من شائعة بيع الأسمنت بأسعار مرتفعة في المخططات، حيث لوحظ شاحنات متوقفة، وخالية، وبالاقتراب من السائق، يتم الاتفاق على أسعار البيع، “20 ريالًا” بعد تحديد مكان التوصيل. وشاهدت “المدينة” عمالة تقف لاستقبال العملاء، ومع استمرار المراقبة لُوحظ تحركات العمالة مع المواطنين داخل المخطط وبالفعل وبعد فترة خرجت سيارة مواطن وخلفها ناقلة صغيرة على متنها 20كيسًا، وعندما سألنا السائق، أجاب: الأسمنت موجود ولكن بعد ساعتين من الآن، وبسعر 20ريالًا للكيس مع التوصيل، أما السعر من دون توصيل فهو 18 ريالًا للكيس الواحد.