إن ملك هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يعتني عناية خاصة بالمياه في هذه البلاد، وتبذل الدولة جهوداً مستمرة بأن يكون هناك تأمين للمياه للمواطن في كل مكان، وهذه الجهود مستمرة من الجهات المختصة في هذه الدولة، وستنجح -إن شاء الله- وبوادرها تبشر بالخير. جاء ذلك في كلمة ألقاها لدى رعايته أمس لحفل تسليم جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها الخامسة، في فندق الفيصلية في الرياض، وبحضور نائب وزير الدفاع رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، وعدد كبير من المسؤولين. وقال إن الله -عز وجل- قال: (( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ )) ، وهذا نهج شرعي شرعه الله -عز وجل- ونحن والحمد لله في هذه البلاد نحتفل دائماً بأعمال الخير في كل مكان، ولا شك أن المرحوم أخي وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – هو من عناوين الخير ومن فعل الخير في كل مجال، في كل منطقة في هذه البلاد، نرجو له إن شاء الله المغفرة والرحمة، وأن يقام هذا الحفل في هذا اليوم برعاية من أبنائه وعلى رأسهم الأمير خالد بن سلطان لهو وفاءٌ لهذا الرجل الذي غمر بلاده وغمرنا بعطفه وكرمه، نسأل الله له المغفرة والرحمة. وألقى الأمير خالد بن سلطان كلمة خلال الحفل، رحب فيها برعاية ولي العهد للحفل، مبيناً أنه يحزُّ في النفس الاحتفال بعرس الجائزة في غياب صاحب العرس سيدي وقائدي ووالدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الغائب عن الاحتفال والحاضر في النفوس، وقال: إن الغياب لم ينتقص من حزن القلب، ولم يقلل من نسيان الخطب، فإن لقي ربه وغاب عن دنيانا فقد ظل حياً في وجداننا .وقال: إن عدد الأبحاث التي قدمت في هذه الدورة 105 أبحاث من 40 دولة. واكد أن الأمن الوطني لا يتحقق بمنأى عن الأمن الغذائي، الذي يعتمد كلياً على الأمن المائي، ويزداد كفاءة بأمن الطاقة، ويستكمل بأمن البيئة، رباعية يصعب فصل أضلاعها، رباعية تؤدي إلى التنمية الاقتصادية، التي توقف ثورة الجياع، وهي الأخطر على أمن الوطن من التهديدات الخارجية، وهنا يتحقق دور الجائزة عالمياً وإقليمياً ومحلياً. وبيّن الأمير خالد بن سلطان أن الجائزة لا تعمل في فراغ، بل هي منظومة تتكامل وتتناغم مع جهود الدولة، التي يتفانى القائمون على شؤونها، وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين، في توفير كل رعاية وعناية للشعب السعودي. عقب ذلك، تم عرض فيلم عن إنجازات الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله في مجالات المياه. وقدم الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ أمين عام الجائزة، الفائزين في جائزة الإبداع وهو الفريق العلمي بقيادة الدكتور أشوك جادجل من جامعة كاليفورنيا بيركلي بالولاياتالمتحدةالأمريكية، الذي فاز بالجائزة لتطويره طريقة مبتكرة وفعالة لعلاج تلوث المياه الجوفية بالزرنيخ باستخدام تجميع الجزيئات في مجال كهربائي، كما تم تقديم جائزة المياه السطحية، للفريق العلمي بقيادة الدكتور كيفن ترنبيرث من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتقديمه أعمالاً إبداعية تفتح آفاقاً جديدة في تقدير أثر تغير المناخ على الدورة الهيدرولوجية العالمية، ومنحت جائزة المياه الجوفية للفريق العلمي بقيادة الدكتور تشارلز فرانكلين هارفي من معهد ماساتشوستش للتكنولوجيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما منحت جائزة الموارد المائية البديلة للدكتور محمد خيات سحيمي من جامعة كومبلوتسي في مدريد في إسبانيا، وجائزة إدارة الموارد المائية وحمايتها للدكتور داميا بارسليو من معهد كاتلان لبحوث المياه في إسبانيا. وفي ختام الحفل سلم ولي العهد راعي الحفل الجوائز لكل فائز.