شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مساء أمس حفل تسليم جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها الخامسة بمدينة الرياض. وقد وصل سمو ولي العهد إلى مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن أحمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص المشرف على المكتب والشؤون الخاصة لسمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز. وكان في استقبال سموه في قاعة الأمير سلطان الكبرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الأميرسلمان: الأميرسلطان عناوين خير بكل مجال والجائزة وفاءٌ من أبنائه الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزيرالدفاع رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر عضو مجلس الجائزة وأمين الجائزة الدكتور عبدالملك آل الشيخ. وفور وصول سموه صافح الفائزين بالجائزة مهنئهم على فوز أبحاثهم، متمنياً لهم التوفيق، كما التقطت الصور التذكارية لسموه مع الفائزين بهذه المناسبة. بعدها أخذ سموه مكانه في الحفل الذي بدئ بالقرآن الكريم. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع كلمة رحب فيها بتشريف سمو ولي العهد لحفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، وقال: في هذه الليلة ليلة الاحتفال بعرس الجائزة يحز في نفسي أن نحتفل وللمرة الأولى في غياب صاحب العرس سيدي وقائدي ووالدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الغائب عن الاحتفال والحاضر في النفوس غياب لم ينتقص من حزن القلب ولم يقلل من نسيان الخطب فإن لقي ربه وغاب عن دنيانا فقد ظل حيا في وجداننا حياً في قلوب أبنائه وبناته أحفاده وحفيداته عائلته وكل محبيه ويا للعجب كلما طال أمد فراقه ازددنا شوقاً إليه شوقاً إلى ابتسامته إلى نظرته الحانية إلى رحمة قلبه إلى جمعه الشمل كل الشمل رحمك الله يا أغلى الناس فقد كنت في المحافل عزاً وفي المواقف رمزاً وللوطن فداء وللخير منارة ورجاء. إن فكرة هذه الجائزة التي نحتفل بدورتها الخامسة والتي بحمد الله أضحت عالمية معنى وحقيقة هي ثمرة من ثمرات رؤية سموه الاستراتيجية للتحديات التي يتعرض لها أهم عنصر في الحياة، رؤية حددت أهداف الجائزة ومجالاتها فسعت إلى العلماء والباحثين وسعوا هم إليها رافعين شعار لا للعطش لا للتلوث لا للتصحر ونعم للماء من أجل الحياة نعم لمياه نظيفة لعالم سليم معافى نعم للمياه من أجل الأمن الغذائي وأمن الطاقة وأمن البيئة، نعم للاستخدام الرشيد والإدارة الفاعلة للموارد المائية، لذا كان عدد الأبحاث التي قدمت في هذه الدورة مائة وخمسة أبحاث من أربعين دولة. الأمير سلمان في صورة مع المُحتفى بهم إن حل مشاكل المياه لا يمكن أن ينجح بمعزل عن تفاعلات حياتية ذات علاقات متداخلة بين المياه والطاقة التي تسعى الدول إلى مصادرها النظيفة والمتجددة لتحصل في النهاية على الطاقة الخضراء وكذلك المياه والغذاء فلا يزال عدد الجياع في ازدياد مستمر وبين المياه والصحة والمياه والبيئة ما يقتضي التعاون الوثيق بين القائمين على هذه الشؤون لتحقيق التنمية المستدامة فضلاً عن تكامل الأميرخالد بن سلطان : 105 أبحاث مقدمة من أربعين دولة للأفرع الخمسة التخطيط وحسن إدارة المياه والطاقة والغذاء مع الأخذ في الحسبان الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتشريعية والتقنية في مستوى الدولة داخلياً ودول العالم خارجياً. إننا ندرك جميعاً أن الأمن الوطني للدولة لا يتحقق بمنأى عن الأمن الغذائي الذي يعتمد كلية على الأمن المائي ويزداد كفاءة بأمن الطاقة ويستكمل بأمن البيئة رباعية يصعب فصل أضلاعها رباعية تؤدي إلى التنمية الاقتصادية التي توقف ثورة الجياع وهي الأخطر على الأمن الوطني من التهديدات الخارجية وهنا يتحقق دور الجائزة عالمياً وإقليمياً ومحلياً. ختاماً: إن جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لا تعمل في فراغ بل هي منظومة تتكامل وتتناغم مع جهود الدولة التي يتفانى القائمون على شؤونها وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين في توفير كل رعاية وعناية للشعب السعودي الأصيل في المجال المائي والمجالات الأخرى كافة ساعين إلى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والازدهار لشعب يستحق أن يعيش عيش الكرام. بعد ذلك شاهد سمو ولي العهد والحضور فيلما وثائقيا عن إنجازات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - في مجالات المياه وما قامت به الجائزة من جهد في هذا المجال. عقب ذلك قدّم أمين عام الجائزة الدكتور عبدالملك آل الشيخ، الفائزين في فروع الجائزة، ونبذة عن جهودهم وأبحاثهم ما أهلهم نيل الجائزة، مبرزاً دور الجائزة وإسهامها في إيجاد الحلول العلمية في توفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها والمحافظة على استدامتها. وتفضل سمو ولي العهد بتسليم الفائزين جوائزهم، حيث منحت الجائزة في فرع الإبداع للفريق العلمي بقيادة الدكتور أشوك جادجل من جامعة كاليفورنيا بيركلي، بالولايات المتحدةالأمريكية، لتطويره طريقة مبتكرة وفعالة لعلاج تلوث المياه الجوفية بالزرنيخ، في حين فاز بالجائزة في فرع المياه السطحية الفريق العلمي بقيادة الدكتور كيفن ترنبيرث، من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، بالولايات المتحدةالأمريكية، لما تقدم به من أعمال إبداعية تفتح آفاقاً جديدة في تقدير أثر تغير المناخ على الدورة الهيدرولوجية العالمية، ودراسة الموازنات المائية على سطح الأرض. فيما فاز بالجائزة في فرع المياه الجوفية الفريق العلمي بقيادة الدكتور تشارلز فرانكلين هارفي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالولايات المتحدةالأمريكية، لتطويره نموذجاً متكاملاً لتلوث المياه الجوفية بالزرنيخ يشمل التشخيص ومفاهيم هذا التلوث، وفاز بالجائزة في فرع الموارد المائية البديلة الدكتور محمد خياط سحيمي، من جامعة كومبلوتنسي في مدريد، باسبانيا، لما حققه من إنجاز في مجال تعزيز وتقدم نظام التقطير بالغشاء لاسترداد المياه من مصادر بديلة، حيث يؤمن هذا النظام تحلية المياه من مصادر بديلة، ليس ماء البحر فحسب، بل أيضاً من نواتج الإنتاج الصناعي، ويقلل من استهلاك الطاقة. وفاز بالجائزة في فرع إدارة الموارد المائية وحمايتها الدكتور داميا بارشيلو من معهد كاتالان لبحوث المياه، بأسبانيا عن العمل المبتكر في مجال فهم تأثير الأدوية في البيئة المائية، وتطوير أساليب جديدة لتقييم المخاطر الناتجة عن هذا التلوث، وإدارة الملوثات الجديدة وتقييم جودة المياه في الأحواض كثيفة الاستخدام. وثمن الفائزون في كلمات متتالية جهد القائمين على الجائزة، معبرين عن اعتزازهم وفخرهم بنيل الجائزة وأثرها في تشجيع المختصين والباحثين من العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه، وتقدير إنجازاتهم، ما يؤكد أهميتها ومكانتها العالمية ، مستعرضين مسيرتهم وجهودهم في فروع الجائزة. إثر ذلك تسلم سمو ولي العهد درعًا تذكاريًا من جامعة الملك سعود وجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز كلمة قال فيها : أيها الحضور الكرام: إن الله عز وجل قال: (( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ )) ، وهذا نهج شرعي شرعه الله عز وجل، ونحن والحمد لله في هذه البلاد نحتفل دائماً بأعمال الخير في كل مكان، ولا شك أن المرحوم أخي وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - هو من عناوين الخير ومن فعل الخير في كل مجال، في كل منطقة في هذه البلاد، نرجو له إن شاء الله المغفرة والرحمة وأن يقام هذا الحفل في هذا اليوم برعاية من أبنائه وعلى رأسهم الأمير خالد بن سلطان هو وفاءً لهذا الرجل الذي غمر بلاده وغمرنا بعطفه وكرمه، نسأل الله له المغفرة والرحمة. أيها الأخوة أيها الحضور: إن ملك هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- يعتني عناية خاصة بالمياه في هذه البلاد، وتبذل الدولة جهوداً مستمرة بأن يكون هناك تأمين للمياه للمواطن في كل مكان، وهذه الجهود مستمرة من الجهات المختصة في هذه الدولة، وستنجح إن شاء الله وبوادرها تبشر بالخير، ونسأل الله عز وجل أن يجمعنا على عمل الخير وأن يجعلنا هداة مهتدين وأن يرزقنا شكر نعمته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك تناول الجميع طعام العشاء المعد بهذه المناسبة. ثم غادر سمو ولي العهد مقر الحفل مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الأمير فيصل بن سعود بن محمد وصاحب السمو الملكي الفريق ركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز قائد القوات البرية وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن مساعد المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز. الأمير سلمان متحدثاً خلال الحفل الأمير خالد بن سلطان يلقي كلمته خلال الحفل