أبها – عبده الأسمري التواتي: الأَوْلَى بقطر حل قضايا سجناء الرأي فيها عشقي: هناك منظمات «مسخ» تعمل على إثارة الفتن والقلاقل هاشم: غرض منظمة الكرامة استهداف دولٍ معينة هاجم خبراء واستراتيجيون منظمة الكرامة القطرية لحقوق الإنسان، وانتقد بعضهم تجاهلها الحالة الحقوقية في قطر وتركيزها على دولٍ أخرى، ورأوا أنها تمارس الابتزاز السياسي لدول الخليج. وظهرت منظمة الكرامة القطرية مؤخراً، وهي تتخذ من جنيف في سويسرا مقراً لها وتدَّعي مساعدة المتظلمين حقوقياً. وتتجاهل المنظمة نداءات آلاف القطريين من سجناء الرأي العام وممن أُسقِطَت عنهم الجنسية، وتتهافت على البحث عن مطالب حقوقية في دول أخرى، بل تعدّت ذلك إلى الادعاء بأن سجناء الإرهاب في دولٍ أخرى هم سجناء رأي ولهم مطالب موضوعية، بحسب متابعين. وتركز المنظمة القطرية، وفق المنشور عنها على الإنترنت، على «حقوق الإنسان»، غير أن لها سقطات متعددة ورؤى متعارضة مع مواثيق حقوق الإنسان العالمية. إثارة الرأي العام ويقول خبراء يتابعون نشاط «الكرامة القطرية»، ل«الشرق»، إن المنظمة تسير على خطى جمعيات دولية مماثلة تحاول الاصطياد في أجواء الثورات والفتن وإثارة الرأي العام والمزايدة السياسية بطريقة «دس السم في العسل». وتتجاهل المنظمة ما يدور في المجتمع القطري من إخفاءٍ ملفات أصحاب الرأي واعتقالهم لمجرد اختلافهم في الرأي مع الحكومة، بل وإسقاط الجنسية عنهم، ما يعكس، بحسب الخبراء، امتهان المنظمة أبجديات الشأن الحقوقي. علي التواتي ويقول الخبير السياسي والاستراتيجي الدكتور علي التواتي، ل«الشرق»، إن قطر تحاول السير على خطى دول عظمى كالولايات المتحدة وبريطانيا، مستعينةً بما تجده من دعم من الإخوان المسلمين وما تبثه قناة الجزيرة. ويعتقد «التواتي» أن قطر سارت على نهج أمريكا وبريطانيا في إنشاء نوعية من المنظمات تدَّعي أنها مستقلة بهدف ابتزاز دول وفق أجندات معينة، بل ومن أجل شن حروب مستقبلية عليها بطرق غير لائقة تحت مظلة حقوق الإنسان. ويضيف «التواتي» أن دولة بحجم قطر توهمت أنه بوجود منظمة حقوقية ستمارس دوراً لا تستطيعه لأنه أكبر من حجمها. ويتابع «كان الأولى بقطر متابعة وحل قضايا سجناء الرأي فيها، الذين تم تشريدهم وطردهم واعتقالهم وإسقاط الجنسية عنهم في أيام معدودة لمجرد اختلاف مع الدولة»، ورأى أن هذا الدور الذي تلعبه قطر لا يتوافق مع حجمها ودورها «بل إنها ترمي بالحجارة وبيوتها من زجاج»، حسب حديثه. ويرى «التواتي» أن قطر بدأت تُغرِق نفسها في أخطاء ارتفعت نسبتها خلال الفترة الأخيرة، وأن دورها عبارة عن «مزايدات سياسية من خلال اللعب على وتر حقوق الإنسان، مما يزيد من الخلافات في المنطقة، ويؤدي إلى التلاعب بمفهوم حقوق الإنسان وإخفاء الحقائق». ممارسة التشويش أنور عشقي من جانبه، يعتقد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور عشقي، ل«الشرق»، أن منظمات حقوق الإنسان من الضروريات إذا كانت لها رؤى واضحة وتهدف للمصلحة العامة بعيداً عن الأهداف السياسية. لكنه يستدرك قائلاً «إلى جانب ذلك، توجد منظمات أخرى تعمل لأغراض سياسية وتمارس التشويش على بعض الدول، وبعض هذه المنظمات إسرائيلية تعادي الإسلام، وهناك منظمات تتّخذ من دول أوروبية مقاراً لها وتقوم بتنفيذ أجندات خاصة بها». ويضيف «هناك منظمات أعتقد أنها مسخ لا يُستفَاد منها نهائياً، وليست لها أي قيمة، وهي أبعد ما تكون عن حقوق الإنسان»، وحذّر من هذه المنظمات «لأنها تعمل على إثارة الفتن والقلاقل»، داعياً إلى «رصد عملها وكشف مؤامراتها وسلبياتها حتى لا تنفّذ أجنداتها». أهداف خارجية في سياقٍ متصل، يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور وحيد حمزة هاشم، ل»الشرق»، أن هناك منظمات دولية غير حكومية تتخذ من حقوق الإنسان شعاراً لتنفيذ أجندة خاصة، فيما تسيِّرها بعض الدول الكبرى الراغبة في تغيير خارطة بعض المناطق في العالم بما يتواءم مع مصالحها، أو بغرض الضغط على دول وحكومات للتغيير من أنظمتها السياسية. ويعتقد «هاشم» أن الإدارة الأمريكية توصلت بعد 11 سبتمبر 2001 إلى أن بعض العمليات الإرهابية كانت ناتجة عن كراهية الشعوب لأمريكا وحكومتها، فقررت تغيير استراتيجياتها. وتابع «غيّرت أمريكا مسارها واتجهت نحو (نشر الديمقراطية)، ولم تكن منظمات حقوق الإنسان إلا جزءاً من هذا المسلسل الذي تنفذه أمريكا وغيرها من الدول الكبرى». ويعتقد هاشم أن منظمة الكرامة القطرية لحقوق الإنسان لا تخرج عن هذا المسار المسيَّس بغرض استهداف دول معينة ونشر ثقافة حقوق الإنسان بطرق سياسية وبعد تلقي دعم سياسي ومادي.