يهاجم بعض المتشددين والوصاة على المجتمع برنامج الابتعاث متجاهلين الإنجازات التي حققها هذا البرنامج، وما حققه المبتعثون من مكاسب علمية، ومن براءات اختراع وبحوث يستفيد منها العالم أجمع، وترفع اسم الإسلام واسم مملكتنا الغالية. خطر الابتعاث ينادي به الجهلة وأعداء النجاح نسوا أن أكثر المبتعثين أصبحوا دعاة في دول الابتعاث، ومنهم أئمة مساجد وعمارها، هناك عديد من المراكز الإسلامية ساهم في بنائها المبتعثون، وعلي سبيل الذِّكر وليس الحصر: فقد ساهمت تجمعات الإفطار في شهر رمضان للمبتعثين في إشهار إسلام عديد من معتنقي الأديان الأخرى. هناك من يردد مع كل خطأ يقع فيه المبتعث بأنه نتيجة الابتعاث غير المدروس، وأنا أقول له: هل تناسبكم خطة «4-4-2»؟ أتوقعها مناسبة!! الخطأ وارد في أي مجتمع، إلا إذا استثنينا مجتمع «المدينه الفاضلة»، ونحن لسنا مجتمعاً أفلاطونياً. نسوا أن هناك عديداً من المجرمين في السجون لم يكونوا من خريجي البرنامج، وأن السجون تعج بهم، ومراكز الهيئة تشهد علي ذلك، لم يكن أحد أسبابها المبتعثين! كذلك انتشار الواسطات والفساد الإداري، كل ذلك لاعلاقة له بالابتعاث! ينتابني الشك للحظات بأن هؤلاء يظنون أنَّ إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد هو للسيطرة علي فساد خريجي برنامج الابتعاث! المبتعثون يحتاجون للدعاء والوقوف معهم وعدم تشويه سمعتهم. محدثي قال لي: إن الهجوم علي البرامج هو عبارة عن هجوم منظم، هناك فئة تريد هدم أي بناء يعلو ليخدم الوطن والمواطن! من الواضح أن المشاهير من هؤلاء لايريدون أن ينافسهم جيل جديد يملك رؤية أكثر وضوحاً، ومن المؤسف أنَّ كثرة الهجوم علي برنامج الابتعاث شوهت مخرجات هذا البرنامج، وبدأت بتشويش سمعة المبتعثين! ونسوا أنَّ هذا الوطن يستحق منا كل ماهو جميل! تقول الدكتورة هبة رؤوف عزت «إذا وجدتم الرجل يكثر الطعن واللعن ويخوض في الأعراض فلا تأخذ عنه ديناً ولا دنيا؛ فالخطأ الأخلاقي لا يجتمع مع التقوى، ودين الله لايحفظه بذيء اللسان» شكرا لك يا خادم الحرمين الشريفين لمنحنا هذه الفرصة لاكتساب العلم والمعرفة في أكبر وأرقى دول العالم الأول.