لا مبرر منطقياً في تأخر إعلان خطوات تنفيذية وصولاً للاتحاد الخليجي المنتظر، سوى وجود اعتراضات من بعض الدول على طبيعة الاتحاد، أو تباينات في الرؤية حوله رغم أن الأطراف -جميعها- أعلنت التزامها به في قمة الرياض العام الماضي. خلال فترة الثورات العربية وقفت دول الخليج إلى جانب البحرين لمساعدتها على تجاوز الأزمة، وساندت عُمان مالياً، وهما شاهدان أساسيان، إضافة إلى تجارب أخرى أشدها احتلال الكويت عام 90م على أنه لا خيار لهذه البلدان إلا الاتحاد، وأنها لا يمكن أن تقاوم، منفردة، أي صدمة خاصة. السياسة الإيرانية تشكل تهديداً خطيراً موجهاً نحو هذه الدول، وكلها تستشعر ذلك إلا أن الصورة لا تزال غير واضحة، والخطوات بطيئة أو مترددة. في كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة المنامة التي ألقاها ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز قال: ما تحقق من إنجازات لا يرقى إلى مستوى الآمال والطموحات. وهذه هي الحقيقة المرة، فما يزال المجلس بعد أكثر من ثلاثة عقود يسير في دوائر ضيقة. مجلس التعاون يبدو أنه يتحرك في الأزمات، أساساً نشأ في صخب الحرب العراقية- الإيرانية، ثم استكان بعد تراجع خطرها. وكان الحماس للاتحاد في ظل العواصف العربية ثم بدأت الخطوات تتراخى. لا تحتاج الحالة الاتحادية إلى إجراءات معقدة، وإنما إرادة ويقين بالمصير المشترك ضرورة. ولعل موقف المجلس الموحد من القضايا المختلفة أخيراً بادرة إيجابية لم تنتقل عدواها إلى قطاعات أخرى. الاتحاد قادم، وكلما تأخر زادت كلفته، وحرم بلدانه من قوة الشراكة الكاملة.