المنامة - موفد الجزيرة - علي سالم العنزي: شددت صحف مملكة البحرين الصادرة صباح أمس في افتتاحياتها على أهمية قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي انطلقت في المنامة أمس وسط تحديات تحيط بالمنطقة.. مؤكدة أن القرارات المرفوعة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس تُمثّل محطة مهمة نحو تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة في طريق الاتحاد وأن قمة المنامة ستكون على مستوى هذه التحديات والمسؤوليات التاريخية والخروج بقرارات وتوصيات تمهد الطريق نحو الاتحاد. وقالت صحيفة الأيام في افتتاحيتها أمس إن قمة قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تنعقد في المنامة وسط تحديات شائكة تلم بالمنطقة، وهي تحديات نتفق جميعاً على أنها مختلفة وغير مسبوقة، تتطلب رؤية خليجية موحدة ومتماسكة تضع المصلحة العليا لشعوب المنطقة فوق كل اعتبار، وذلك حفاظاً على هذا الكيان الوحيد الذي صمد وتطور رغم كل العواصف التي شهدتها المنطقة. وأكدت أن البحرين التي تحتضن القمة الخليجية تفتح ذراعيها للإخوة والأشقاء في دول المجلس، وكلها تفاؤل وثبات وإيمان بوحدة مصير دول المجلس وشعوبه، وهي إذ تعبر عن سعادتها - قيادة وشعباً - باحتضان هذه القمة، فإن البحرين تجدد تأكيدها والتزامها بتوظيف كل إمكاناتها للمضي قدماً في تجسيد الرؤية الخليجية الموحدة المعبرة عن تطلعات القاعدة الشعبية في مواجهة التحديات التي أفرزتها الأوضاع الإقليمية والدولية ومنها التهديدات الخارجية والتدخلات في شؤون دول المجلس والتي يتوجب مواجهتها واستيعاب كل مخاطرها والتعامل معها برؤية مشتركة تراهن على قوة الكيان الموحد. وأضافت الصحيفة تقول: ففي كل مرة تنعقد دورة المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون، تتسابق الطموحات لدى القاعدة الشعبية في المنطقة لتعبر عن آمالها وتطلعاتها فيما يتعلق بمستقبل دول المجلس وشعوبه، ولكن هذه المرة تنعقد دورة المجلس الأعلى والتحديات تقفز من أمامنا وتستدعينا لمواجهتها من خلال بذل المزيد من الجهد والعزم والإصرار على توحيد مواقفنا وصولاً إلى الاتحاد. وتابعت الصحيفة تقول إن كل التحديات والظروف والمؤشرات التي تقف أمامنا اليوم تضعنا أمام خيار واحد فقط لا بديل له وهو الاتحاد، ومن هذا المنطلق تتطلع شعوب المنطقة إلى أهمية بل وحتمية التسريع بوضع القطار الخليجي على سكة الاتحاد، من خلال تسريع خطواته عبر الفعاليات القادمة ومن خلال الاجتماعات الخليجية المشتركة.. وإذا كان موضوع الاتحاد قد أُفردت له مناسبة أخرى خاصة وهي قمة الرياض، إلا أننا نأمل من هذه القمة تسريع استكمال الخطوات المتعلقة بالاتحاد، وذلك عبر الدفع إلى إنجاز المهام الموكلة إلى اللجان والفعاليات التي تتولى هذا الملف. وخلصت الصحيفة في ختام افتتاحيتها قائلة إن احتضان مملكة البحرين لقمة التعاون، وفي هذا الظرف العصيب الذي يشهده العالم العربي، والناتج عن كل تلك المخاضات التي جرت، يستدعي منا أن نرتقي إلى مستوى هذه التحديات وتلبية تطلعات شعوبنا في التعاطي معها ككيان موحد طالما أن الفرصة أتيحت لنا ورأينا بأم أعيننا مدى حجم التحديات والمخاطر التي تحيط بنا.. وإننا إذ نرحب بأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في بلدهم البحرين، فإننا على ثقة أن قمة المنامة ستكون على مستوى هذه التحديات والمسؤوليات التاريخية والخروج بقرارات وتوصيات تمهد الطريق نحو الاتحاد. ومن جانبها قالت صحيفة البلاد إن القمة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها المنامة والتي تنعقد في مرحلة حساسة ودقيقة ووسط ظروف في غاية الأهمية، وتُمثّل علامة مهمة في العمل الخليجي. أكدت أن في افتتاحيتها بعنوان «قمة المنامة.. آمال وتطلعات» أن قمة المنامة تكتسب أهمية استثنائية نظرًا لما تضمنه اجتماع وزراء الخارجية.. وتُعد نتائجه أولوية رئيسية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون كونها تحمل آمالهم وتطلعاتهم وما تطمح إليه قلوبهم. وأضافت أن قادة الخليج الذين يجتمعون اليوم في المنامة تشدهم روابط وثيقة وهم يعملون بما يعزز هذه الوحدة ويدعم القوة الخليجية في مجالات العمل الخليجي المشترك، مشيرة إلى أن من القضايا المطروحة أمام القادة مسألة الاتحاد الخليجي الذي تتطلع إليه قلوب الخليجيين وهو الحلم الذي عبَّر عنه خادم الحرمين الشريفين بأنّ على دول الخليج الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وأنّ مواطني المجلس يترقبون تلك اللحظة التي يعلن عنها في قمة استثنائية خاصة. وقالت إن القرارات المرفوعة إلى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون يتصدرها مسألة السوق الخليجية المشتركة وهي قضية تهم كل مواطن خليجي إضافة إلى الاتحاد الجمركي وموضوعات ذات علاقة بالشؤون الأمنية والعسكرية والتعليمية والصحية. القمة الخليجية تمثل محطة مهمة نحو تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة في طريق الاتحاد الخليجي، ولا تتحقق هذه المواطنة إلا بإزالة كافة العراقيل التي تقف أمام السوق الخليجية المشتركة.. ودول الخليج تتجه نحو تحقيق هذا الطموح الذي يجيش في قلب كل خليجي وأن على هذه الدول إنجاز كل ما يتعلق بتوطيد العلاقات. وأشارت إلى أن ثمة ملفات أخرى تتعلق بالتحديات الخارجية التي تواجهها دول الخليج، وخصوصاً الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث وأخرى تتعلق بملفات إيران وسوريا. وختمت صحيفة البلاد افتتاحيتها: يترقب جميع مواطني دول الخليج العربية قمة المنامة بأمل كبير في إنجاز أحلامهم وأمنياتهم بقرارات اقتصادية وتجارية تسهم في تحقيق ما يصبون إليه من رخاء وتقدم ودعم لمسيرة البناء والتنمية. وبدورها قالت صحيفة الوطن إن طموحاً كبيراً يدفع قادة دول مجلس التعاون الخليجي اليوم مع شعوبهم نحو مزيد من التكامل والاندماج المدروس، وهي قناعة باتت راسخة أكثر فأكثر مع تزايد التحديات التي تواجهها المنظومة الخليجية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وأضافت الصحيفة أن هذا الطموح يدفعنا للنظر في متطلبات مشروع الاتحاد الذي يحتم على دول مجلس التعاون التركيز سريعاً على إجراءات من شأنها تحقيق المواطنة الخليجية في المستويات السياسية والاقتصادية على الأقل، فما تحقق جيد ولكن المطلوب المزيد من الإجراءات التي تحقق هذه المواطنة المشتركة. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ تأسيس منظومة مجلس التعاون في العام 1981 كان الهاجس أمنياً، ولاحقاً تطور إلى هاجس اقتصادي، ثم عاد الهاجس الأمني مرة أخرى لتظهر مبادرة العاهل السعودي بضرورة إحداث تغيير هيكلي في تركيبة المنظومة لتتحول من منظومة تعاونية إلى أخرى مختلفة تعتمد على صيغة اتحادية فيما بينها، ولا سيما في ظل التحديات والتهديدات التي تواجه دول المنطقة. وقالت الصحيفة إن مشروع الاتحاد الخليجي ما زال قيد الدراسة ودعت إلى الإسراع ودعم كافة الدراسات التفصيلية المتعلقة به ليتحقق على أرض الواقع سريعاً، وتنتهي التفاهمات النهائية المطلوبة.. وقد تكون هذه القمة من القمم الأخيرة لمنظومة المجلس في مرحلة التعاون قبل أن تتطور لتكون منظومة اتحادية، وبالتالي فهي فرصة ثمينة لدول المجلس لإنهاء الاستعدادات المتبقية للولوج إلى مرحلة الاتحاد ومن أهمها استكمال متطلبات المواطنة الخليجية. وأكدت الصحيفة أن الاهتمام بالمواطنة الخليجية لا يعني عدم الالتفات للتحديات الراهنة لدول المجلس، وهي تحديات غير تقليدية تختلف إلى حد كبير عن أية تحديات شهدتها المنطقة في تاريخها الحديث. وقالت صحيفة الوطن في ختام افتتاحيتها إن قمة المنامة اليوم قمة ليست سهلة، ولكن حكام الخليج لديهم الرغبة والقدرة والإرادة على مواجهتها باعتبارها مسؤولية جماعية تتطلب قرارات شجاعة وعملاً جاداً ونفساً طويلاً نحو إنجاز يتقاطع مع الطموح.