مناخ التغيير السياسي في منطقة الشرق الأوسط ضرب أطنابه، ولم يعد هناك مجال للعودة لما سبق؛ نحن أمام مرحلة جديدة تحتاج قراءة فاحصة وإيماناً عميقاً بأهمية تغيير طريقة التفكير، واختيار القرار الأفضل.ومجتمعات دول مجلس التعاون الخليجي من أكثر المجتمعات تقارباً، وتشابهاً، وتناغماً، وانسجاماً، وعلى جميع الأصعدة. تستطيع القول إنها متحدة على المستوى الشعبي، وتنتظر قراراً سياسياً يجعلها تحت غطاء واحد، يعزز قوتها، ويحفظ أمنها، ويوحد نظرتها.أجزم أن علامات التشابه بين مجتمعات دول مجلس التعاون تغمر بكثرتها علامات الاختلاف، وهذه الكتلة الشعبية المتصلة لا ينقصها سوى إعلان الاتحاد بشكل رسمي، وهو أمر مناط بقادتها، وهذا هو المأمول منهم، فالاتحاد قوة، والتكتل ضرورة قصوى لمواجهة تغيرات موازين القوى، ورياح التغيير العاتية التي تقتلع كل منفرد. أجزم أن مجتمعات دول المجلس تؤمن بفكرة البقاء للأقوى، ولديها رغبة الانضمام لتكتل يحمي مستقبلها، والمخاوف التي يراها البعض لا تساوي شيئاً أمام لحظة تاريخية قاسية.