أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه لم يات إلى الجزائر من أجل «التعبير عن الندم أو الاعتذار». وقال رئيس فرنسا، المستعمر السابق للجزائر «لم آت إلى هنا للتعبير عن الندم أو الاعتذار، جئت لأقول ما هو حقيقة وما هو تاريخ». وأضاف هولاند في مؤتمر صحفي بعد وصوله إلى الجزائر أمس «هناك حقيقة يجب قولها حول الماضي وهناك إرادة للنظر إلى المستقبل، وزيارتي هي للمستقبل وهي من أجل تعبئة مجتمعينا». وأوضح في ردٍ عن سؤال حول المطالب الجزائرية بالاعتذار والتعبير عن الندم «كنت دوما واضحا بخصوص هذه المسألة، أي قول الحقيقة بخصوص الماضي وقول الحقيقة بخصوص الاستعمار وقول الحقيقة حول الحرب ومآسيها وقول الحقيقة حول الذاكرة المجروحة». وتابع «في نفس الوقت، هناك إرادة لعدم جعل الماضي عقبة في العمل من أجل المستقبل، وبالتالي سيسمح لنا الماضي بمجرد الاعتراف به بالذهاب أبعد وبسرعة أكبر لتحضير المستقبل، هذا ما سأقوله لأعضاء البرلمان الجزائري ومن خلالهم إلى الجزائريين والفرنسيين». وكانت عشرة أحزاب منها أربعة إسلامية نددت قبل بداية زيارة هولاند برفض فرنسا «الاعتراف والاعتذار والتعويض المادي والمعنوي لجرائمها في الجزائر خلال الاستعمار». وينتظر أن يلقي فرنسوا هولاند خطابا اليوم أمام نواب المجلس الشعبي الوطني الجزائري وأعضاء مجلس الأمة المجتمعين في جلسة مشتركة، واحتلت فرنساالجزائر لمدة 132 سنة خلال الفترة من 1830 وحتى 1962. وأكد «هولاند» معارضته لدعوات مراجعة مضمون اتفاقية 1968 المنظمة لإقامة رعايا البلدين، بالقول «أعتقد أنه من الأحسن عدم تغيير مضمون الاتفاقية»، والتزم بهذا الصدد باتخاذ إجراءات ملموسة في اتجاه تسهيل منح التأشيرات للجزائريين الراغبين في التنقل نحو فرنسا، سيما من الشباب والطلبة. واعتبر أن الجزائروفرنسا في توافق بشأن ملف النزاع في مالي وقال «نحن في توافق مع الرئيس بوتفليقة»، دون أن يخوض في التفاصيل مكتفيا بالقول إن «الأفارقة فقط وحدهم» من يمكنهم شن عملية عسكرية ضد «الجماعات الإسلامية» التي تسيطر على شمال مالي. وتابع «مثل الجزائر فإننا مع المفاوضات السياسية ومحاربة الإرهاب، ونحن لن نقبل قيام القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي، ومن المؤكد أن قرار التدخل العسكري في تلك المنطقة يعود لمجلس الأمن وليس لفرنسا».