خلفت تصريحات مسؤولين فرنسيين، بينهم الرئيس نيكولا ساركوزي، حول ضرورة «اعتراف تركيا بإبادة الأرمن»، سخطاً كبيراً في الجزائر قياساً ل»تناسي باريس لجرائمها في الجزائر». وقال عبدالعزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة: «صحيح القول أن دولة تكبر حين تعترف بأخطائها لكن حين تفعل فرنسا ذلك تعتذر الى الجزائر». وقال بلخادم: «أتذكر تصريحاً للرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قال فيه أن الدولة تكبر حين تعترف بأخطائها... ان هذا صحيح لكن حين تفعل فرنسا ذلك». وعن اسباب التشنج الجزائري قال بلخادم: «لا يمكن إقامة علاقات جادة بتحيين ملفات الذاكرة وتاريخ الشعوب»، مضيفاً « كأمين عام لجبهة التحرير الوطني لا يمكنني إلا البقاء ثابتاً على مطلب اعتراف فرنسا الرسمية باسم فرنسا الإستعمارية». وتبدو الحكومة الفرنسية، كأنها رسمت رفضها الإستجابة لمطالب جزائرية بالإعتراف ثم الإعتذار عن جرائم الفترة الإستعمارية، وهي رسالة فهمتها الجزائر بشكل صريح على حد قول مصادر، خلال زيارة وزير الدولة الفرنسي السابق رئيس جمعية فرنساالجزائر جان بيار شوفنمان الى الجزائر في حزيران (يونيو) الماضي وقوله أنه أبلغ مسؤولين جزائريين على «ضرورة النظر الى المستقبل لأن صفحة الماضي طويت». وتسير السلطات الفرنسية في اتجاه بدأ يتوضح في علاقاتها مع الجزائر، وتطرح ما تسميه «لغة براغماتية» في تقاربها الواضح اخيراً مع المستعمرة السابقة بعد قطيعة قاربت الثلاث سنوات. وتتردد مسألة التعبير عن الندم عن الماضي الاستعماري بشكل مستمر في بعض الاوساط السياسية والصحف كلما تم تناول العلاقات بين الجزائروفرنسا. لكن فترة حكم ساركوزي عرفت محدودية في تناول المسؤولين الفرنسيين الماضي الإستعماري، معتبرين أن «ساركوزي كانت له تصريحات واضحة جداً حول الطابع الظالم للاستعمار» خلال زيارة الى قسنطينية شرق الجزائر عام 2007.