فتحت أمس السبت جلّ الصحف الجزائرية الصادرة باللغتين العربية والفرنسية النار على وزير الدفاع الفرنسي السابق جيرار لونغي واصفة إياه بأقبح العبارات على خلفية حركة غير أخلاقية قام بها داخل مجلس الشيوخ الفرنسي التقطتها الكاميرا الثلاثاء كانت موجهة للجزائريين تعبيرا منه عن رفضه مطلب اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية في الجزائر. واعتبرت صحيفة "الخبر" فعل لونغي، العضو الحالي في مجلس الشيوخ الفرنسي "وقاحة ونذالة". وقالت الشروق اليومي ان "صعاليك السياسية الفرنسية يهينون الجزائريين". ورأت من جهتها صحيفة "البلاد" أن "ذراع الشرف" التي أشهرها وزير الدفاع الفرنسي السابق في وجه الجزائريين هي الذراع الفرنسية القبيحة التي تعترف ب "فضائل الجزائر التي تشتري 60 في المائة من وارداتها من فرنسا في حين تترك فرنسا الغاز الجزائري على بعد عشرات الكيلومترات من أنبوبي إسبانيا وإيطاليا لتشتري غازها من روسيا" وحسب صحيفة "لكسبرسيون" فإن تصرف لونغي هو محاولة ل "تلغيم" زيارة هولاند المقررة شهر ديسمبر المقبل إلى الجزائر واصفة تصرفه غير الأخلاقي ب "الفرقعة المبلّلة". وبدأت أحزاب سياسية جزائرية وهي تستعد لخوض غمار محليات 29 نوفمبر الحالي تطالب بتحرك عاجل في اتجاه ما اعتبر "استفزازا فرنسيا". ودعا أبو جرة سلطاني زعيم الحزب الإسلامي الأهم في البلاد "حركة مجتمع السلم" البرلمان الجزائري إلى عقد جلسة عامة لتجريم الاستعمار. وتقف تصريحات محمد شريف عباس وزير المجاهدين (قدامى المحاربين) في الجزائر وراء التصرف غير اللائق الذي صدر عن سياسي وعسكري فرنسي سابق كان على رأس وزارة دفاع فرنسية هي سليلة جيش فرنسي ارتكب أفضع الجرائم في حق مدنيين وعزل خلال احتلال استيطاني دام 130 سنة كاملة. وكانت الذكرى ال 58 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 فرصة للوزير الجزائري ليعاود مطالبة فرنسا الاعتذار عن جرائمها المرتكبة خلال الفترة ما بين 1830 - 1962 والاعتراف بها وهو المطلب الذي أثار حفيظة لونغي ودفعه إلى القيام بحركة غير أخلاقية جعلته لا يختلف عن صعاليك شوارع باريس المتحضرة. ومن شأن هذه الحادثة أن تؤثر على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر المقررة شهر ديسمبر / كانون الأول المقبل وهي الزيارة التي استبقها فرانسوا هولاند بخطوة وصفها المراقبون ب "الغاية في الأهمية والإيجابية" والمتمثلة باعترافه بالجريمة التي ارتكبتها فرنسا في حق الجزائريين خلال مظاهرات 17 أكتوبر1961 التاريخية بباريس غير بعيد عن نهر السين، في محاولة منه لكسب ودّ الجزائريين وتلطيف الأجواء المشحونة بين بلدين أثقلتهما الملفات ذات الصلة بالذاكرة وأحقاد الماضي.