رفض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس الأربعاء الاعتذار عن ماضي بلاده الاستعماري في الجزائر قائلا إن باريس ترغب بدلا من ذلك في ان تتحرك للأمام على قدم المساواة وتعزز التجارة مع هذا البلد الغني بالنفط. وتركت صدمة حرب الجزائر التي دارت بين عامي 1954 و 1962 -والتي قتل فيها مئات الآلاف قبل انسحاب فرنسا- آثارا عميقة في كلا البلدين ما زالت تقيد قيام شراكة بينهما ترى فرنسا انها يمكن ان تساهم في إنعاش منطقة حوض البحر المتوسط. وقال هولاند في أول زيارة دولة يقوم بها منذ انتخابه في مايو أيار ان البلدين اتفقا على اعلان صداقة واتفاق استراتيجي لمدة خمس سنوات يشمل العلاقات الاقتصادية والثقافية والزراعية وشؤون الدفاع. وأضاف في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة «أود أن أقيم مع الجزائر شراكة استراتيجية على أسس متساوية. «لست هنا لإبداء الندم او الاعتذار..أنا هنا لأبلغ الحقيقة». بينما اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس الاربعاء ان قانون تعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية يجب ان يطبق «كاملا». وقال هولاند في رده عن سؤال في مؤتمر صحفي «اريد ان يتم تطبيق هذا القانون كاملا، فهو لم يطبق بالصرامة اللازمة» ويحدد قانون 5 كانون الثاني / يناير 2010 شروط تعويض ضحايا 210 تجارب نووية قامت بها فرنسا بين 1960 و1996 في الصحراء الجزائرية وفي بولينيزيا الفرنسية. وفي سؤال حول تنقية المواقع الجزائرية التي شهدت التجارب النووية من الاشعاعات رد هولاند «بخصوص هذه النقطة بدأت الاجراءات (...) وستستمر في شفافية» وتابع «الشفافية هي المبدأ الذي فرضته». وشارك حوالي 150 الف مدني وعسكري في 210 تجربة نووية فرنسية جرت بين 1960 و1996.