لن أذكر اسمك يا شيخ دكتور، أو يا دكتور شيخ، وذلك تحسُّباً لأنظمة وزارة الإعلام التي يمكنك بطول أذرعتك أن تقاضيني من خلالها، لكنَّك ستعرف نفسك جيِّداً، وسيصلك شعوري العميق بأنني أكرهك لوجه الله. أنت يا دكتور شيخ، أو شيخ دكتور، كنت أوّل من حرّض على عصيان الدولة وتفسيق حكام السعودية، وكنت يا شيخ دكتور تدعو الشباب إلى الخروج عن طاعة ولي الأمر، وكنت تحرِّضهم على النهي بطشاً عن المنكر والأمر زجراً بالمعروف. أتأمّل يا دكتور شيخ قبل أيام تسجيلاً موجوداً على اليوتيوب، والصغار يلتفون حولك وقوات الشرطة تحاول الوصول إليك بالحسنى، لكنها تصطدم بهؤلاء الصغار المتبرعين بحماية مريدهم الأفَّاق، وقوات الأمن لا حول لها، فهي لا تريد أن تصيب أحداً من هؤلاء المغرَّرين بالأذى. أتأمّل يا شيخ دكتور يوم كنت تصارع طواحين الهواء، وتهرف بتحديات ومخاطر ليس لها وجود إلا في خيالاتك المريضة، ويوم أن جدَّ الجدُّ وحصحصت المطالب الوطنية الحقيقية للناس، انزويت تدعو إلى أي شيء عمومي غير ما يعبِّر عن رأيك الحقيقي تجاه أي مطلب. أتأمّل يا دكتور شيخ صورك وتغطيات تنقلاتك، وولائم المفطَّحات التي تقام على شرفك، وأنت ملء سمع الفيسبوك وتويتر ونظر شاشات التلفاز، ثمَّ أتابع كلماتك وبرامجك فلا أجدك إلا تزداد تفاهة كل يوم، كأنَّك سوبر ستار، ولا أجد لك رأياً جوهرياً أو قيمة مضافة تجاه أي قضيَّة ملحِّة. أنت يا شيخ دكتور عارٌ على الفكر والدين والوطنيَّة، وإنِّي لا أجد فيك أكثر من دجَّال، أسأل الله أن يكفي البسطاء شرَّه وتهويماته وفذلكاته، وأن يسلِّط عليه من أهل العلم والقول البيِّن من يكشف سوءته وعوار فكره، وأن يحشرك مع زمرة المنافقين أمثالك.