عندما كنتُ في جلسة تليفزيونية مع الدكتور محمد العوين، وكنا نتحدث عن سوريا وثعلبها المدمر، شبّه العوين دمار هذا الثعلب لسوريا بإحراق نيرون لروما، وكانت ملامح الأسى تحف المكان والزمان، وكأنه يتساءل: كم تحتاج سوريا من السنين والأعوام لبناء مليوني مبنى سكني؟ فضلاً عن غيرها من المباني؟ فليست المباني التي تموت في سوريا.. البشر يموتون.. والشجر يموت.. والطرقات تموت.. وهناك شيئان لا يموتان في سوريا أبداً: الرصاص، والأمل. وعند تشبيه ثعلب سوريا بنيرون لا أعرف لماذا تذكرت ما قاله درويش “نيرون مات ولم تمت روما.. بعينيها تقاتلْ * وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابلْ".