ماذا لو؟ سؤال تحرك في ذهني في مذابح سوريا. ما حرك السؤال في ذهني قصة موسى وهو يقتل غلاماً بريئاً، بعد أن تعهد أن يسكت على كل التصرفات غير المفسرة من رفيقه في الرحلة العجائبية. سورة الكهف جاء فيها أكثر من قصة ولكن أحفلها بالغرابة كانت رحلته مع الرجل الصالح الذي اجتمع به عند شاطئ البحر. تبدأ الرحلة بسمك يسترد الحياة ويسبح في البحر سرباً؟ إنها رحلة مملوءة بالمفاجآت من النوع غير المفسر. غير المفسر لنا ولموسى (عليه السلام) أما هذا الرجل الغريب فقد أوتي من لدن الرحمن علماً. ما استوقفني حين وصلت للسورة قصة ذلك الغلام الذي قُتل! أنا رجل أقرأ القرآن على نحو دوري أغوص بحثاً عن الدرر. لو كنت في مكان موسى لركضت إلى البوليس لتسليم هذا الرجل وأقول: لا.. لا.. ليس من تفسير يجب أن تسلم للعدالة! كيف يمكن السكوت عن قتل هذا الغلام البريء؟ أظن ما حرك السؤال عندي هو بحث عجيب قرأته في مجلة دير شبيجل الألمانية. طرحوا سؤالاً بعنوان ماذا لو؟ لو لم يولد نابليون هل مات مليون في أوروبا؟ لو لم يولد هتلر هل مات خمسون مليوناً في الحرب العالمية الثانية؟ سؤالي: لو لم يولد حافظ الأسد؟ هل كانت سوريا ستغرق في بحر من الدماء؟ ألا يصلح هذا لفهم لماذا قتل الرجل الصالح غلاماً خبيثاً مثل حافظ الأسد؟