الحلم الصهيوني بقيام «دولة إسرائيل الكبرى الممتدّة من النيل إلى الفرات»، يوازيه حلم فارسي بقيام «دولة إيران الكبرى تمتد من النيل إلى كارون في الأحواز». والتحرّك الإيراني الموازي للتحرّك الإسرائيلي في الوطن العربي يبرهن على التقاء المخطط الإسرائيلي الإيراني في المنطقة. وتباهت إيران مؤخراً بوجودها في البحر الأحمر بعد إرسالها سفينتين حربيتين إلى ميناء السودان لتُعين إسرائيل في السيطرة على أهم ممرّات «النيل». والقواعد العسكرية الإيرانية والإسرائيلية في «أرتيريا» وفي «أرخبيل حنيش» في «باب المندب» الاستراتيجي، يجعل من الأخيرة بوابة إيرانية إسرائيلية لدعم الإرهاب في «اليمن» ولتهديد «قناة السويس». وتكمّل إيران الدور الإجرامي الإسرائيلي في فلسطين بوجودها في قطاع «غزّة» والضحيّة هو الشعب الفلسطيني. و«الاحتلال الإسرائيلي للجولان» يوازيه «احتلال إيرانيّ لدمشق وكل سوريا» بفضل خيانة «بشار» وأبيه من قبله. ومنذ حرب الخليج الثانية عام 1991 تواترت التقارير المؤكدة للوجود الإسرائيلي شمال العراق والوجود الإيراني في جنوبه. أما الآن فأصبحت الأخيرة تصول وتجول على ضفاف «دجلة» و«الفرات» بفضل «المالكي». ورغم تبادل التهديدات الناريّة بين إيران وإسرائيل منذ أكثر من ثلاثة عقود، فإننا لم نشهد ولو رصاصة واحدة انطلقت من «طهران» صوب «تل أبيب» كما لم يحدث العكس إطلاقاً. ويبدو أن «وعد بلفور» المشؤوم عام 1917 لا يتعلق باحتلال «فلسطين» وحدها، بل يشمل شقيقتها «الأحواز» التي ابتلعتها «فارس» عام 1925.