اعتادت إيران أن تدعو لمساندة الفلسطينيين لنيل حقوقهم بتحرير فلسطين من العدو الإسرائيلي، لكن ثبت مع الزمن أن دعوتها محض كلام استهلاكي أريد به خدمة مصالحها السياسية والقومية، والكلام رخيص وغير مكلف. ولو صدقت إيران وقادتها في هذا الشأن لعملوا على وحدة العرب والمسلمين ليمكن بعدئذ التعامل مع قضية فلسطين ككل بشكل أفضل وأقوى، لا أن يعملوا على تفرقتهم بشتى الطرق والوسائل، والشواهد على ذلك كثيرة. فتصريحات القادة والملالي الفرس المتكررة ضد إسرائيل مألوفة وفارغة المحتوى، ويتخذونها (تقية) بهدف استثمارها لكسب الرأي العام العربي والإسلامي. لكن انكشف أمرهم، واحترقت أوراقهم، وعرتهم في الآونة الأخيرة نشاطاتهم العدائية في سوريا ولبنان ومصر والعراق والخليج العربي. وانكشفت علاقاتهم بإسرائيل، التي لم تنقطع يوما رغم المحاولات الإيرانية التعتيم عليها وإنكارها، حيث هي استمرار للعلاقات الإسرائيلية الشاهنشاهية. الإسرائيليون لا يعيرون اهتماما لتصريحات ودعوات قادة وملالي إيران ضدهم لأنهم يرون أنها تضلل العرب وتبعدهم عن التفكير في شأن التحالف الإستراتيجي بين إيران وإسرائيل ضدهم، رغم التراشق الإيراني الإسرائيلي في التصريحات والتهديدات المتبادلة بسبب النشاط النووي الإيراني. في السابق طالبت إيران بدخول جيشها عبر العراق لتقوم بتحرير فلسطين، واليوم هي شبه مسيطرة على العراق، لكنها بدلا من تحرير فلسطين، دعمت ولازالت تدعم نظام بشار الأسد الذي فاقت وحشيته وحشية إسرائيل. ومثلما تقتل إسرائيل الفلسطينيين فإن إيران تقتل العرب (سنة وشيعة) في الأحواز، وفي بلاد عربية أخرى: سوريا ولبنان واليمن والعراق. وما كان لإيران أن تتغلغل في العراق بدون مساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية. لكن يبعث في العرب الأمل الله ثم قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: «العراق جمجمة العرب وكنز الرجال ومادة الأمصار ورمح الله في الأرض فاطمئنوا فإن رمح الله لا ينكسر». تشارك إيران إسرائيل في احتلال بعض الأراضي العربية (الجزر الإماراتية والأحواز، كمثال) وتطمع بضم البحرين، وتدعي كامل الخليج العربي، بضفتيه الشرقية والغربية، فارسيا وامتدادا للإمبراطورية الفارسية «المنتظرة» . وهذا بالضبط مثلما تدعيه الصهيونية ب «إسرائيل الكبرى»: من النيل إلى الفرات، حسب الخريطة الصهيونية المعروفة عالميا، والتي سبق نشرها في هذه الجريدة (عكاظ)، ( الجمعة 24/8/1425ه الموافق 8/10/2004م). وقد يحلم الفرس والإسرائيليون أن يلتقوا يوما ما على خط حدود واحد.. مع ذلك يمكن القول في الوقت الراهن أن إيران أخطر من إسرائيل، ذلك لكونها لا تعترف باحتلالها الجزر الإماراتية، ولا تقبل التفاوض عليها، مثلما هي لا تعترف باحتلالها الأحواز، بينما إسرائيل تعترف باحتلالها الأراضي العربية وتقبل من حيث المبدأ التفاوض عليها.. يأتي من العرب من يدافع عن إيران (النووية) بحجة أنها تعمل توازنا مع إسرائيل، لكنهم غير مدركين أنه قد يأتي اليوم الذي تهدد فيه إيران العرب بقوتها النووية، فهي بالفعل تعمل على إنتاج صواريخ تغطي العالم العربي من المحيط إلى الخليج وقادرة على حمل قنابل نووية. هذا الأمر كافٍ لأن يدفع بالضرورة الدول العربية، والخليجية منها بشكل خاص، لبناء قوتها النووية، لغرض الردع والدفاع عن شعوبها ضد أي معتدٍ محتمل.. والله أعلم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 215 مسافة ثم الرسالة