المجهود الذي يقوم به دعشوش في التعليق على مقالات الشرق غزير وطويل ويعادل جريدة ويكاد يكون شبه يومي، سؤالي لماذا لا يوجه دعشوش هذا النهم الصحفي على هيئة مقالات تبدأ من صفحة مداولات وتكبر حتى تصبح زاوية، لماذا لا يصرح الأخ دعشوش باسمه الكامل وهو معلق حاضر في أغلب المقالات وليس عابر سبيل؟ الصحافة الآن أصبحت تفاعلية والتخفي وراء الأسماء المختصرة أوالمستعارة ولّى زمنه ويصلح لزمن منتديات الإنترنت.القراء وقود الكاتب وتعليق القراء بأسمائهم الحقيقية كاملة يعطي لتعليقاتهم وزناً أكبر واهتماماً أكثر ويكبر من فرصتهم في اعتلاء زوايا الصحف. جزء كبير من تطور كتابات الكُتاب ينبني على اطلاعهم أولاً وعلى قراءة ردود الأفعال ثانياً، الصحافة التفاعلية الآن هونت على الكُتاب هذه المهمة وأصبحت حية على الهواء، لايلبث المقال أن يلتقط أنفاسه حتى تأتيه التعليقات والتوجيهات والامتعاض والثناء، فيسهل للكاتب تصحيح ما ساء فهمه وما صعب تفسيره، وليس بالضرورة أن يعرف الكاتب ما يُطرب القُراء فيلجأ إليه لأن الكتابة مسؤولية وأمانة وثقافة أيضاً وقديماً قالوا «ما حرك داواك».الكتابة التفاعلية سلاح ذو حدين إما شوشت على الكاتب وحدته عن رؤاه أو هدته إلى الصواب وهذا يعتمد على الكاتب وسعة ثقافته وثقته بنفسه، الكاتب الذي يجنح إلى سماع عبارات الإطراء عادة ينتهي مبكراً والكاتب الذي يكتب ما يمليه عليه ضميره هو الذي يبقى في الساحة، الكاتب أحياناً يملك الدواء وبعض الدواء طعمه مر مثل العلقم ويصعب على البلع ولكن فيه الشفاء.