غرورك لا يعني بهاء طلعتك -ناهيك عن جمال الطبع- وتواضعك لا يعني اكتساب ملامح عادية أو ما دون ذلك! فالغرور دلالةٌ على شرخ عميق في شخصية المتصف به؛ ومع ذلك لن يشعر به كنقيصة، وحتى لو قال له الناس: إنك لمغرور! فإنه سيعجب من هذه التهمة! ويطردها بعيداً عنه مفسراً الأمر -حسب وجهة نظره- بأنه ثقة بالنفس؛ إيماناً بمواهبها التي لا يرى فرادتها وحسنها سواه! كلّ ظالمٍ مغرور، ومشكلة إنسان كهذا أنه يمارس غروره فرحاً فيما قدوته الشيطان الرجيم؛ وحسبك من كان «إبليس» قدوته! ولذا فغوايته لا يصححها التوجيه وعلاجها غير مجدٍ سوى بمعجزة من الله لأنها وببساطة تنطلق من غريزةٍ دافقةٍ بتضخيم إنجازاتٍ قد تكون موجودة أو مبنيةً على الوهم! أو الاتكاء على أمجادٍ متوارثة! والغرور قد يستخدمه الشيطان كمدخل -حين تعييه الحيل-لإغواء من تصعب عليه غوايته كالعالم والعابد! فيغذّي فيه النظر لعبادته موسوساً له بجمالها؛ حتى لا يرى من هو أحسن منه عملاً أو علماً! فيستسيغ الأمر وصولاً لاستحسان معاملة الناس له بما يليق بمستواه ك»ميزةٍ» لا تخرج عن سياق حقوقه الطبيعية، وفي عصرنا «التكنولوجي» قد يدخل الشيطان عبر «الشبكة العنكبوتية» -وما أكثر الشِبَاك- «مدغدغاً» لبعضهم بمشاعر الفخر بكثرة عدد «الأتباع» الرقميين، فمن وجد من هذا شيئاً فليستعذ بالله منه ومن تزيين الشيطان له، وما أحلى البساطة والتواضع!