رفعت الحركات الأمازيغية في المغرب، من إيقاع مطالبها واحتجاجاتها على الحكومة المغربية، التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بعدما دعت إلى دستور علماني ديمقراطي يفصل بين السلطة، وبين الدين والسياسة، في إشارة إلى رفض الدستور، الذي صوت عليه المغاربة بالإجماع مؤخرا. وأكدت الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة ، في تصريحها السنوي الذي حصلت «الشرق» على نسخة منه ، أن الدستور العلماني المطالب به، يتوجب معه الإقرار بالمساواة الكاملة، بين اللغات والثقافات، وبين الرجل والمرأة، رفعا لكافة أشكال التمييز المكرسة من طرف التشريعات الوطنية، لأجل الملاءمة بين التشريعات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الجوانب الإيجابية في الدستور بإقرار الأمازيغية ضمن الهوية المغربية،، لم تمنع دون حصول انتهاكات للحقوق الثقافية واللغوية الأمازيغية. وقالت الشبكة التي تضم عديدا من الجمعيات، إن الناطقين بالأمازيغية، ما زالوا يتعرضون «لأبشع أنواع التمييز بسبب اللغة والانتماء القومي، على مستوى التشريع الجنائي والمدني، حيث يمنع عليهم التقاضي بلغتهم أمام المحاكم، بسبب الفصل الخامس من القانون المتعلق بتوحيد المحاكم، وجعلِ اللغة العربية، لغة وحيدة للتقاضي، في «مساس صارخ بمقتضيات اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري». وطالب الأمازيغيون بتطوير تدريس الأمازيغية وتعميمها على جميع المستويات، بما في ذلك محو الأمية والتربية غير النظامية. وفي موضوع ذي صلة ، دعا نشطاء أمازيغيون الدولة المغربية، إلى فتح نقاش غير مسبوق، حول الوضع السياسي والديمقراطي بالبلاد، عبر التوقف عند مختلف أشكال الاحتجاج في المناطق المغربية، على ضوء النتائج المترتبة عن الحراك السياسي بدول الجوار، وتداعياته على المستوى الوطني، مؤكدين في بلاغ حصلت «الشرق» على نسخة منه ، أن الحركة الأمازيغية، تعيش مرحلة دقيقة في سياق تطور مشروعها المجتمعي، وتواجه تحديا كبيرا، يتمثل في مدى قدرتها على استيعاب التحولات الجارية، وتجديد وفرض مطالبها، وقوتها الحركية ضمن موازين القوى المتشكلة في الوقت الراهن. وأكد النشطاء الأمازيغيون،أن عديدا من المؤشرات والمعطيات، التي أفرزها سياق التحول ببلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، تؤكد أن هويات الشعوب، ورأسمالها الثقافي والتاريخي، ستحظى بدور هام في توجيه نضالاتها وصحواتها الديمقراطية، وذلك راجع ، إلى أفول «الخطاب القومي العربي» جراء سقوط عديد من الرموز الراعية له.