أكّد اختصاصيون أن التعنيف اللفظي للأطفال، يؤذيهم أشد من التعنيف الجسدي، حيث يؤثر على نفسيتهم ويفقدهم الثقة بذاتهم، ويحوّلهم إلى شخصيات انطوائية وعدوانية. ألفاظ بشعة وتحكي ريم أحمد (29 عاماً) معاناتها مع والدها الذي تعمّد تعنيفها بأبشع الألفاظ، نتيجة مشاكله مع والدتها، مبينة أن والديها تطلقا حالياً، ولم تنس يوماً الألفاظ التي كان والدها يشتمها بها، وأشارت أن الأمر وصل بها إلى الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة، خوفاً من تعنيف معلماتها، وأضافت» أخشى أن يكون زوجي مستقبلا شبيهاً بوالدي أيضاً»، مؤكدة أن ثقتها بنفسها تدمّرت، وتخضع حالياً لعلاج نفسي. معاملة الأب فيما بين الخمسيني(تحتفظ الشرق باسمه) أن عنف والده ضده عندما كان صغيراً، أثّر عليه في كبره، مبيناً أنه يتصرف على نفس منوال والده، ونوّه أنه يعمل محاسباً في إحدى الشركات، ولم يتوقع أن يكون لعنف والده أثر في سلوكه، حيث اكتشف ذلك بعد زواجه وإنجابه الأطفال، فراح يوجّه إلى أطفاله الألفاظ الجارحة التي تهدف في نظره إلى تربيتهم تربية صحيحة، ونتيجة لذلك أصيب ابنه الكبير(15عاماً) بعزلة اجتماعية وخوف دائم، حتى أن أساتذته في المدرسة اشتكوا من انعزاله، فشعر أن تصرفاته معه هي السبب في ذلك، فقرر استشارة اختصاصي أسري ليستطيع إعادة بناء علاقته بأبنائه، والتخفيف من عصبيته وكبح الغضب وعدم استخدام الألفاظ البذيئة في حقهم، ونصح الآباء بالانتباه ومعاملة أبنائهم معاملة طيبة قائمة على التفاهم والاحترام. تحقير الطفل وأوضح الاختصاصي الاجتماعي علي البناء، أن عنف الآباء لفظياً ضد أبنائهم يؤذيهم أشد من تعنيفهم جسدياً، حيث يمكن أن ينسى الطفل ألم الضرب مع الوقت، فيما تبقى الآثار النفسية السلبية التي خلّفها الوالدان داخل الطفل بالإهانة والألفاظ البذيئة، فتساعد في إضعاف شخصيته وثقته بنفسه. وعرّف البناء العنف اللفظي على أنه كل قول يلحق الأذى بالآخرين، كالسخرية من الفرد وشتمه، وأشار أن أقسى أنواع العنف اللفظي على الطفل بإحراجه وتحقيره أمام الناس، وعدم إبداء التقديرله، فضلاً عن مدح أطفال آخرين في حضوره. انطواء وعدوانية فيما بين الدكتور النفسي عزت عبدالعظيم، أن تعنيف الطفل لفظياً يحوّله إلى شخصية انطوائية أوعدوانية، كما يؤثّر عليه نفسياً فنجده يعاني من قصور وعجز، مشيراً إلى أن الطفل يصدق مع الوقت ما يوجّه له من ألفاظ تحبيطية، فيظن أنه متصف فعلاً بالصفات الموجهة له، فيعملون على ممارسة سلوكياتهم السيئة التي تتطور معهم، حتى يصبحوا غير مرغوب فيهم من قبل الآخرين. ونصح الآباء بأهمية احترام أبنائهم أمام الناس، وعدم استخدام سلوك إهانة الطفل كأسلوب مندرج تحت مفهوم التربية، حيث إن الطفل يبقى قاصرا لا يفهم ما يُقال له بالشكل المطلوب، و أشارإلى أن على الآباء قراءة آخر الدراسات التي تخص التربية، حيث أثبتت أن الأطفال الذين يتعرضون لعنف جسدي ولفظي لا ينمون بشكل نفسي صحيح وطبيعي، وكلما زاد مستوى العنف ارتبط ذلك بنتائج سلبية تضر الطفل في المستقبل، إلى جانب تعرّضهم للاكتئاب والقلق.