طالب عدد من المهتمين بالطفولة بإبعاد الصغار عن مواقع العنف أو استخدامه أمام الناس في الأماكن العامة، ومراكز التسوق التجارية، مطالبين بإيجاد جهات رقابية تتصدى لمحاولات الإيذاء التي يتعرض لها الأطفال من أسرهم أو غيرهم. وأكد أعضاء الجمعية السعودية لرعاية الطفولة أن تعنيف الأطفال أمام الناس أكثر تأثيرا على سلوكياتهم وتنشئتهم نفسيا وتربويا، مبرزين عددا من المشاكل النفسية التي يعاني منها الأطفال من التعنيف، لا سيما أمام الناس كالانطواء. وأوضح عضو الجمعية الدكتور محمود كسناوي أن من أخطر وأكثر أنواع العنف انتشارا في المجتمعات العربية هو العنف اللفظي، وهذا هو السائد في المجمعات والأسواق التجارية وأماكن الترفيه، وقال: «تواجد مراكز مصغرة للجهات الأمنية في أماكن الترفيه والمجمعات التجارية صمام أمان لنشر ثقافة اللاعنف وترسيخ لثقافة الحوار»، وأضاف «المعنفون سواء من الوالدين أو غيرهما لا يدركون حقيقة الآثار النفسية التي ترسخ في نفسية الطفل وتشعره بأن لا قيمة له»، وزاد مخاطبا الآباء والأمهات «الترفيه حق للطفل فلنحافظ على بناء شخصيته بشكل صحي وخالية من الأمراض النفسية والاجتماعية». من جهتها، أوضحت عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة منيرة المتروك أن الأطفال كثيرا ما يتعرضون للعنف والأذى اللفظي والجسدي على مرأى ومسمع من الجميع، خصوصا في المناطق التي تكثر فيها التجمعات من أجل التسلية والترفيه كالمدن الترفيهية وما شابه، وقالت: «لا يوجد أقسى وأمر على المرء من رؤية طفل ينطق بلفظ (ماما وبابا) وهما يتفننان في إيذائه أمام الملأ»، وناشدت المتروك تكثيف الجهود والوسائل من أجل إيجاد مكاتب رقابية، سواء من الجهات الأمنية أو الشؤون الاجتماعية في جميع المدن الترفيهية أو المناطق التي تشهد بعض هذه التجاوزات على الأطفال والحد من الاعتداء، ومن ثم إحالتهم إلى جهات الاختصاص لمحاسبتهم على جرم تعنيف الأطفال أمام الناس، وكشفت المتروك: تلقينا في العام الماضي عددا من نداءات الاستغاثة من جميع أنحاء المملكة من أجل وقف تيار العنف الذي بدا مزعجا للكثيرين، وأصبح يشكل تهديدا للطفولة وإيذائهم جسديا وهم في قمة سعادتهم»، وزادت: مقترح (أمن الأطفال) في الأماكن العامة يسهم بشكل فعال في إيقاف تلك الموجات من تعنيف الأطفال والتصدي لها، حتى لا يحرم الصغار من الاستمتاع بحياة الطفولة البريئة. وأبان المشرف التربوي عيد المرامحي، أن توفير توعية للوالدين أثناء دورات المقبلين على الزواج يحد من التعاملات الخاطئة مع أبنائهما، مبينا أن غرس ثقافة اللاعنف عبر المقررات الدراسية مطلب، ولكن حتى يقر ذلك فنحن نحث الجهات والجمعيات التي توجه الأزواج، على أهمية غرس القيم الحضارية في التعامل مع الأطفال، وعدم تعنيفهم وهذا مطلب شرعي حث عليه الإسلام، مشيرا إلى أن وجود جهات رقابية عبر مقار دائمة في مراكز الترفيه هي الوسيلة الأفضل للحد من العنف.