أوضح الأديب حسن أبو عابد أنه غير مؤمن بمسألة «التقسيمات الفكرية»، التي قصد بها التيارات الفكرية في مجتمعات الوطن العربي، مشيراً إلى أن النخب أو مجتمع النخبة من أحدث هذه التقسيمات. وبرأ أبو عابد ساحة المجتمع من صناعة مثل هذه التقسيمات، ورأى أن النخب هم من صنع هذه الأمور، «التي أجبرنا عليها كمجتمع». جاء ذلك في أمسية أقيمت مساء أمس الأول (الأربعاء) في مجلس ألمع الثقافي في قرية رجال التراثية، وأدارها كاتب «الشرق» إبراهيم طالع الألمعي، بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين. واتهم أبو عابد بعض الكتاب ب»الفوقية» في التعامل مع القارئ، مؤكدا أن الثقافة الحقيقية هي ثقافة ذات الإنسان، مشيراً إلى أن من يملك الفكر والإرادة في مجال معين فهو مثقف. وأوضح أنه لا يؤيد مقولة أن المثقف هو من يستطيع أن يأخذ من كل فن بطرف، لأن من ينحى هذا المنحى قد تكون ثقافته معرضة للضياع. ورأى أن ما حصل في «الربيع العربي» ليس سوى صراع على الحكم، موضحا أن على شعب المملكة العربية السعودية المحافظة على وطنهم، الذي تفتح عليه الأعين من قبل كثير من الأعداء، مؤكدا أن على كل مواطن إدراك أن الوطن مستهدف، مستدلا بانتشار المخدرات والخمور، ونافيا أن تكون هذه الأمور اجتهادات شخصية، بل إن العمل في هذا المجال يأتي من منظمات تستهدف شباب الوطن. ووصف مطالبة البعض بحقوق المرأة بأنها «متاجارة» بقضاياها، خاصة فيما يتعلق بالعمل وقيادة السيارات، لافتاً إلى أن هذه القضايا تخضع لتوجيهات قيادة البلاد، ويجب عدم مناقشتها وإشغال المجتمع بها. وأشاد أبو عابد خلال الأمسية بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وفي الفترة المخصصة للمداخلات، ركز عدد من الحضور ابتعاد أبو عابد عن الكتابة لأربعين عاما، مطالبين إياه بتوثيق تجربة ابتعاده عن الكتابة والكشف عن أسرار غيابه عن الساحة الجماهيرية، ثم الظهور الآن. وقال أبو عابد إنه موجود كقارئ وكاتب في المواقع الإلكترونية، وأيضا لم يطلب لأي منبر من ذي قبل، فلذلك غاب هذه المدة. واستفسر الأديب علي فايع الألمعي عن سر كتابة أبو عابد في المنتديات بأسماء مستعارة، التي اعترف بها، وأجابه بأن ذلك يعود إلى مساحة الحرية، وأنه جرب الطريقتين، فحين كتب بأسماء مستعارة وجد التعامل مع الفكرة أكثر، بينما مع الاسم الصريح يتعامل مع الشخص نفسه.