حمد عبدالعزيز الكنتي من يتأمل حالنا اليوم سيجد أننا مجتمع مستهلك! فنحن نستورد كل شيء من الخارج دون أن نفكر في إنتاج أو ابتكار شيء جديد! قد يكون الابتكار صعباً بعض الشيء لكنكم تتفقون معي في أن التدوير من السهولة بمكان، فبإمكاننا أن نعيد تدوير الورق أو المنتجات البلاستيكية أو الزجاج وغيره من المنتجات الكثيرة التي قد نستثمرها طالما أنها قابلة للتدوير وإعادة صناعتها مجددا. ثم إننا قد نستفيد أيضا من ثقافة التقليد، وتقليد المنتج يقتضي أننا نستطيع تصنيعه ذات يوم، ولنا في الصين أسوة حسنة في ذلك حتى أصبحت القبلة الأولى لكل الشركات الكبرى والعالمية. ولكن قبل هذا كله هنالك سؤال مشروع هو: لماذا لا يكون هنالك طرح لثقافة الصناعة عبر المناهج الدراسية ليستفيد منها الطلاب، وتكون بذلك لبنة أولى لزرع ثقافة الصناعة في المجتمع ولبناء أمة تهوى الابتكار؟. وبلا شك فإن المناهج الدراسية لها دور كبير في تنمية المجتمعات كما تقول الموجهة التربوية الدكتورة عواطف، فمتى نستفيد منها بشكل أفضل؟. ومن المهم أيضا في ذات السياق دعم مشاريع الابتكار من خلال مكافآت تشجيعية ومؤتمرات تطويرية وتوعية تثقيفية واحتضان للمبتكرين ونشر ثقافة الصناعة بكل تفاصيلها لننتج بذلك مجتمعاً صناعياً راقياً. قال لي صديقي أبوبكر ميابة ذات مرة (نحن مجتمع نخشى التقدم ونخاف التجديد ويرعبنا الجديد فأصبحنا نختلق الأعذار ونستند عليها واستثقلنا التقدم) فهل بالفعل نحن كذلك؟! صدقوني لنا عودة.. ليس مستحيلا أن نرتقي ولكن هذا لا يتأتى إلا بتضافر الجهود وتكاتف المجتمع ودور الأئمة والمثقفين في توعية العامة وإدراج ذلك في المناهج الدراسية والاستفادة من الدول المتقدمة في ذلك وبهذا كله سنبني مجتمعاً صناعياً وسنكون بيئة ابتكارية طموحة. حكمة المقال هنالك قاعدة في البرمجة اللغوية العصبية تقول: إن ما فعله الآخرون تستطيع أنت أن تفعله لأنك تمتلك ما يمتلكون فأنت بشر وهم كذلك.