أعلن كبير مفاوضي دولة جنوب السودان “باقان أموم” أن بلاده ستستأنف تصدير أول شحنة للنفط عبر الأراضي السودانية نهاية العام الجاري، بعد الاتفاق مع المسؤولين في الخرطوم على تنفيذ اتفاق التعاون، وتذليل جميع العقبات التي اعترضته. وتوقع حصول السودان على أكثر من مائة مليون دولار شهرياً من عمليات التصدير، وجدد “أموم” في ختام زيارته للسودان التي استغرقت يومين أجرى خلالها مباحثات مع الحكومة السودانية، استعداد بلاده لدعم الحوار بين الحكومة والحركة الشعبية – قطاع الشمال- لإنهاء النزاع المسلح في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، مضيفاً أن جوبا يمكن أن تستخدم علاقاتها التاريخية مع قطاع الشمال والدفع بعملية سلام دائم. من جهة أخرى، اتهم مساعد الرئيس السوداني “نافع علي نافع” أحزاب المعارضة بالتورط في المحاولة التخريبية الأخيرة، قائلاً إنها دبرتها بمساعدة عدد من الإسلاميين الذين لديهم أطماع شخصية. ووجه “نافع” في لقاء جماهيري بولاية النيل الأبيض انتقادات لقوى المعارضة، وقال: إنها لا تملك رؤية لحكم البلاد ولا تتفق إلا في شيءٍ واحد هو إزالة النظام الحالي، وأضاف أنها تتلقى الأوامر من الغرب والعلمانيين، وتناصر الحركات المسلحة لإسقاط النظام. بدوره، قال زعيم حزب الأمة القومي “الصادق المهدي”: إن ما وصفته الحكومة بأنه محاولة تخريبية هو عملية انقلابية حقيقية لم تكتمل، مضيفاً أن هذه العملية هي نتاج تفاعلات متعددة داخل النظام الذي بدأ بالتآكل من الداخل. وأضاف المهدي في تصريحات له بمقر إقامته في القاهرة أن مدير جهاز الأمن السابق، المتهم بالتورط في المحاولة الانقلابية، “صلاح قوش” حدثت له تحولات كبيرة وصار موقناً بضرورة إحداث تغيير جذري في بنية النظام، وكشف عن إجراء حوارات كثيرة بينهما مؤخراً. وزاد المهدي: “قوش” قال لي قبل إعفائه من منصبه برئاسة الجمهورية “إن النظام بلا رأس، تعال قدنا” مؤكداً أن النظام عملياً سقط منذ الأحداث الاحتجاجية التي شهدتها البلاد في شهري يونيو ويوليو من هذا العام. الخرطوم | فتحي العرضي