أكدت مديرة جمعية الفنون التشكيلية العُمانية مريم الزدجالية، أن الفنانة التشكيلية الخليجية بحاجة إلى تكاتف حكومات دول مجلس التعاون لدعم أعمالها وترويجها، من خلال إقامة المعارض والمسابقات والأنشطة. وقالت: «نحن لا نلقي الحِمْل على عاتق الحكومة وحدها، وأنها هي الملزمة بالدعم فقط، بل ندعو المؤسسات لتبنّي الفن التشكيلي»، ففي الدول الغربية مؤسسات القطاع الخاص هي تقوم بذلك، وتروِّج لأعمال الفنانين، ليقتصر دور الفنان على تقديم فنه فقط، والمؤسسات بذلك تقدم الفنان إلى جمهور التشكيل، والمقتنين، موضحة أن دور المؤسسات هذا يضاف إلى دور النقاد، «فالنقد ضروري لنشر الوعي الثقافي لأهمية الفن التشكيلي في المجتمع». وكانت الزدجالية واحدة من بين المبدعين والمبدعات الخليجيين ال18 الذين تم تكريمهم من قِبل وزراء الثقافة والإعلام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في ختام اجتماعهم الذي عُقد مؤخراً في الرياض. «الشرق» التقت الفنانة العمانية للحديث عن الفنانة التشكيلية الخليجية، والعوائق التي تواجهها، وتقبل الجمهور لها، فإلى نص الحوار: مجال مفتوح – كيف تجدين فرصة الفنانة التشكيلية الخليجية، ومساحة الحرية المتاحة لها؟ – هناك ضوابط لابد من احترامها، وعدم تجاوزها، وهذا ليس في الفن التشكيلي فحسب، بل في كل المجالات. وبالنسبة لي، أرى أن مجال الإبداع والتعبير مفتوح للمرأة الخليجية، فهي تستطيع أن تنطلق بالشكل الذي يرضيها، وفي الساحة التي تشعر أنها تبدع فيها، فالمرأة أصبح لها وجود الآن في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والتعليمية. - إذاً، لا توجد عوائق؟ – المساحة مفتوحة بالنسبة للمرأة، ولا أعتقد أن هناك صعوبات أمامها، في الفن التشكيلي، أو المجالات الأخرى. وصول للعالمية – ما رؤيتكِ لمستوى نتاج الفنانة التشكيلية في دول الخليج؟ – أنا مطلعة على الحركة التشكيلية في دول مجلس التعاون، كوني أقف على رئاسة جمعية الفنون التشكيلية في عُمان، وأعرف فنانات كثيرات أثبتن وجودهن، وحصدن جوائز عالمية، وحققن إنجازات كثيرة في مجالات الفن التشكيلي، ونحن لدينا في سلطنة عمان فنانون وفنانات حصلوا على جوائز في المسابقات التشكيلية الدولية، وفي مجال التصوير، وحققوا مراكز متقدمة، وهناك أسماء أصبحت معروفة في الوسط العالمي. حاجة للتعاون – هل يكفي دعم الحكومات الفنانات التشكيليات الخليجيات لانتشار أعمالهن؟ – الدعم موجود، فقط يأتي دور الفنانة التشكيلية في استغلال هذا الدعم. أعتقد أن المجال مفتوح، وعلى الفنانة أن تستغل هذا الدعم. لكن قد يكون الدعم غير كافٍ، ومن هنا على الفنانة التشكيلية أن لا تركن إلى دعم الحكومة فقط، بل يجب أن تقيم معارض فردية، وهناك بعض الفنانات يطورن أنفسهن، ويدعمن أعمالهن بالترويج لها، ولكن هذا لا يعفي الحكومات في دول المجلس من إقامة معارض ومشروعات وفعاليات تُسهم في دعم أعمال الفنان، وتُسهم في انتشارها، فنحن نحتاج إلى أن تتكاتف دول مجلس التعاون في إقامة هذه المشروعات الفنية التي تساعد المرأة على أن تقدم نفسها، ليس فقط على مستوى مجلس التعاون، بل على مستوى العالم. نشر الوعي – كيف ترين تقبل الجمهور الخليجي لأعمال الفنان التشكيلي في المنطقة؟ – هذا يحتاج إلى تكاتف الجميع في دعم الفنان التشكيلي وترويجه، ويحتاج إلى دعم القطاع الخاص، وليست الحكومات فقط، فالمؤسسات تتبنّى، والفنان دوره أن يقدم أعمالاً فنية للجمهور، والمقتنين. هذا هو دور المؤسسات، ودور النقاد، فالنقد ضروري لبناء الفنان بشكل صحيح، من خلال ترويج أعماله محلياً ودولياً، ولنشر الوعي الثقافي، فالفن التشكيلي في المجتمع أمر مهم جداً. وعلينا قبل أن ننظر إلى الشخص الذي أنتج هذا العمل أن ننظر إلى تاريخ الفنان، فعلى المستوى العالمي لاتزال هناك أسماء تُقتنى أعمالها وتباع بالملايين، فقبل الاسم يجب أن يكون للفنان تاريخ، وهذا مهم. ضوابط وقيم – هناك لوحات تعتقد الفنانة التشكيلية رسمها لها يعبِّر عن حالة ما، بينما يراها المتلقي «مبتذلة». – يفترض في المجتمع أن يرتقي، ويرى الفن للفن، ولا ينظر للظاهر في العمل، إنما إلى القيم الجمالية الموجودة في العمل الذي استطاعت المرأة أن تعبِّر من خلاله، فالمجتمع أحياناً يفرض على المرأة الخليجية ظروف البيئة التي تعيشها، رغم أن هناك عدداً من الفنانات خرجن، أو «نفذن» من هذه المسألة، أو الإشكالية. أتفق معك أن هناك شيئاً اسمه الضوابط، ولابد من احترامها، وعدم تجاوزها، وفي مجتمعنا لا يمكن أن أرسم لوحة مبتذلة، ولكن يمكن أن أعبر بحرية التفكير دون جرح مشاعر الآخر، لأنك عندما تعبِّر عن رأيك فلابد أن تحترم الآخر مادمت تعيش معه في بيئته، وبالتالي أنت تطور تجربة وتقدمها.