غلبت اللغة الشعرية على أسلوب الشاعر موفق المختار، المعروف ب»مردوك الشامي»، خلال استضافته في أحدية المبارك في الأحساء، في محاضرة بعنوان «الشعرية بين المعنى والمبنى». وقدم الشامي ورقة خلال المحاضرة، التي أدارها الدكتور عبدالمجيد المبارك، تناول فيها ثلاث نقاط هي: الشعرية، المعنى، والمبنى، موضحا هذه المفردات في سياق الاستخدام الشعري وتوظيفها فيه، وقال «أرى الشعرية أكثر شمولية واتساعا من حصرها بالشعر والأدب واللغة وجمهوريات القواميس.. هي شاعرية اللامكان واللازمان، واللالغة حتى. هي جمرة المعنى، وانكسار ضوء الدهشة في ماء الغموض. هي هذا الوميض الذي نلتقطه من القصيدة ومن الحديقة ومن ترحال الكثبان»، متسائلا «أليست هي زقزقة العصفور لحظة شعرية فاتنة؟ لكن أي لغة تقدر على تدوين زقزقة العصفور؟! أليس العطر المنبعث من تويجات الوردة قمة الشعرية، هاتوا لي لغة قادرة على تدوين العطر؟!». وأضاف أن اللغة «مجرد قماشة»، أدوات لا أكثر، أصوات متداولة هي في متناول الجميع، موضحا أن «اللغة هي المبنى، والكتابة الشعرية الحديثة المغايرة تمارس علاقة اختلاف مع اللغة، وباللغة يختلف المعنى والمبنى، والاختلاف هنا هو محاولة للتماهي مع الشكل الجمالي للنص الشعري المكتوب»، لافتا إلى أن «الشعر أكبر من اللغة، أكثر اتساعا من الحروف، لهذا مهمة الشاعر الاحتيال على الأبجدية لكي يختال فوقها». وفي نهاية المحاضرة قرأ الشامي عدة نماذج شعرية له من مدارس مختلفة. قبل أن يفتح باب المداخلات للحضور، التي دارت معظمها حول تصنيف القصيدة النثرية، كونها شعرا أو غير ذلك.