باطلٌ هو «الكيان الصهيوني» بإقامته على الأراضي العربيّة، وباطل أيضا «الكيان الإيراني» بإقامته على 174 ألف كلم مربع من الأراضي العربيّة المحتلة. والحروب العدوانيّة ضد العرب بقصد الاحتلال والتوسّع تشكل القاسم المشترك بين الكيانين الباطلين. وتعد الحرب العدوانيّة ضد غزّة، استجابة إسرائيليّة واضحة لمخطّط إيران وبشار لتوسيع دائرة الصراع في الشرق الأوسط والتهديد بتعميم الحرب والفوضى في المنطقة. ورحّبت إيران بما حلّ في فلسطين من دمار وقتل الأطفال والنساء، وأكد «علي لاريجاني» رئيس البرلمان الإيراني على «ضرورة استمرار المواجهات العسكرية في غزّة» ويرى في ذلك «مصلحة للفلسطينيين»!. وبقوله أن «ما حصل ليست حرباً تقليديّة بل عدواناً غادراً على أهلنا»، فنّد «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي ل«حركة حماس» ما أسماها «لاريجاني» ب«المواجهات العسكرية». وبتصريحه هذا يؤكد «لاريجاني» شرعيّة الادعاءات الإسرائيليّة الباطلة باستخدامها مصطلحات «العنف والعنف المتبادل ووقف العنف»، لتجنّب العالم استخدام مصطلح «العدوان الإسرائيلي»، خاصة وأن ما يتكرّر في غزّة يعتبر «عدوانا مُمنهجا ضد شعب أعزل يعيش تحت الاحتلال». وبعد فشل مساعيه لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزّة، توجّه «لاريجاني» إلى كل من سوريا وتركيا ولبنان في محاولة للرقص على دماء شهداء فلسطين والمتاجرة بها وانتهاز فرصة دمار غزّة وسرقة التضحيات الفلسطينيّة وإنجازات المقاومة على غرار التشدّق بحرب ال33 يوما ضد لبنان عام 2006 وترويج طهران وعميلها «نصر الله» للانتصار رغم إقرار كثيرين بما لحق بلبنان من خراب ودمار وتوغّل إسرائيل عبر عزلها مناطق شاسعة من لبنان بالألغام. والأكيد أن إسرائيل ترحّب بالتحرّك الإيراني، لأنها تجد في ذلك ضماناً لإطالة عُمْر حليفها بشار في السلطة، كون الخاسر الأكبر من سقوطه هُما إيران وإسرائيل.