تحدى أحد طلاب التعليم العام في محافظة الأحساء، مدير إدارة الإشراف التربوي في تعليم المحافظة خالد العتيبي، بأن يحمل حقيبته التي تحتوي على عشرين كتاباً خلاف الكراسات والأدوات الأخرى، قائلاً له «أتحداك يا أستاذ أن تحمل حقيبتي ليوم واحد من المنزل إلى المدرسة». وكان العتيبي أثناء زيارته لمجمع ديوان المعارف التعليمي، قد دخل في نقاش مع الطالب ناصر بن حمد المري «أحد طلبة الصف الثالث متوسط»، حول أهمية وجود الكتاب المدرسي مع الطالب، وأنه لا يمكن الاستعاضة عنه بوسائل التقنية الحديثة مثل الآيباد أو المحمول، فيما كان الطالب المري يصر على أن وسائل التقنية أصبحت البديل الأمثل عن الكتب التي لا توجد لها أهمية في الوقت الحالي، مدللاً على استبدال الكثير من المدارس في دول أوروبا وآسيا وبعض الدول الخليجية المجاورة الكتب الورقية بالكتب الإلكترونية، وبعد جدل بينهما أطلق المري تحديه للعتيبي قائلاً «أتحداك يا أستاذ أن تحمل حقيبتي ليوم واحد من المنزل إلى المدرسة». وكان مجمع ديوان المعارف التعليمي في الأحساء باشر مع بداية العام الدراسي الحالي تطبيق برنامج التعلّم الذكي، الذي يتضمن تطبيق استراتيجية ترتبط بتكنولوجيا التعليم. وأوضح مدير المجمع علي بن محمد الدوسري، أن الهدف من تطبيق البرنامج الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة التي أصبحت سمة العصر الحالي في تسهيل وصول المعلومة إلى الطالب. وقال: «رأينا أن نطرح الفكرة، ونتركها لتنضج في الميدان بدلاً من التخطيط في المكاتب». وأضاف «بدأنا بتدريب ستة من الطلاب على التعامل مع البرنامج وكيفية الحصول على المعلومة وحل المسائل، وتمت متابعة الطلاب لمدة شهر كامل ومعالجة المعوقات التي واجهتهم، بعد ذلك تم الانتقال إلى مرحلة التطبيق؛ حيث قام الطلبة الستة بتدريب مجموعة من زملائهم لتطبيق التجربة على شريحة أكبر». وأكد أن التجربة حالياً تطبق على 50% من طلبة الصفوف العليا في المرحلة الابتدائية وطلبة المرحلة المتوسطة بهدف قياس الفرق بين الطلبة الذين يخضعون للتجربة والآخرين الذين اعتبرناهم ضابطين للتجربة، فالمؤشرات حالياً تعد جيّدة حيث لوحظ تحسن في مستوى الطلبة، وهذا ما لمسناه من خلال نتائج الاختبارات الشهرية، مضيفاً أنه في نهاية الفصل الدراسي الأول سيتم تقييم التجربة ومعالجة بعض السلبيات حتى يتم تعميم التجربة على جميع طلبة المدرسة في الفصل الدراسي الثاني، وحول إيجابيات وسلبيات التجربة قال إنه من إيجابيات التجربة تخفيف العبء على الطالب؛ بحيث يكتفى بجهاز الآيباد أو المحمول مع كراس واحد بدلا من حمل حقيبة تحتوي على أكثر من عشرين كتاباً خلاف الكراسات، والارتباط بالإنترنت لسهولة البحث عن المعلومة، ولكن من الجانب الآخر نعلم بأن استخدام التكنولوجيا في التعليم له بعض السلبيات، منها تعوّد الطالب على العزلة، وفقدان بعض المهارات مثل مهارة الكتابة ومهارة الحوار، وفقدان القدوة التي يجدها في المعلم، وكل تلك السلبيات أخذت في الحسبان لتلافيها، فالبرامج المستخدمة صممت من قبل تربويين لذا حرصنا على أن تدمج التجربة بين التقنيات والمهارات المهمة التي يحتاج إليها الطالب. وأكد أن جميع البرامج المستخدمة ذات تقنية عالية وجاذبة للطالب، حيث تم الحصول عليها من بعض الشركات في أمريكا وأوربا، كما تمت الاستفادة من بعض التجارب المطبقة في بعض الدول منها تجربة مدرسة تركية ومدرسة كورية. من جهته، أكد الطالب ناصر المري أن الآخرين تغلبوا علينا في العلم؛ لذا يجب أن نعود لسابق عهدنا كأمة عربية وإسلامية نبحث ونبتكر ونقدم للعالم الجديد والمفيد في مجالات العلوم المختلفة، خصوصاً في الزمن الحالي الذي يعتبر عصر التكنولوجيا، ووصف المري التجربة بالجيّدة؛ حيث سهلت عليهم الدراسة وأصبحت أكثر متعة، وقال إن الإنترنت حالياً يعد أكبر مكتبة في العالم وأسرعها في إيجاد المعلومة. وأشار إلى أنه تدرّب على البرنامج مع بعض الطلاب على يد المعلم علي الدوسري، وبعد اجتياز فترة التجربة بدأوا في تدريب مجموعة من الطلبة، حيث وجدوا تجاوباً جيّداً من قبل الجميع بل إن بعضهم قدم لهم بعض المقترحات الإيجابية. وحول تحديه لمدير إدارة الإشراف التربوي، قال: «بعد أن استكملنا فترة التدريب التقينا مدير الإشراف، الذي كان يصر على أهمية الكتاب المدرسي، وأنا لا أخالف هذا التوجه فرأيه صحيح، لكن العصر الحالي عصر التقنية، وبعد إصراره على رأيه قلت له أتحداك أن تحمل حقيبتي التي تحتوي على أكثر من عشرين كتاباً خلاف الكراسات من المنزل إلى المدرسة ليوم واحد، فكيف بنا ونحن نحملها بصورة يومية». يذكر أن مجمع ديوان المعارف التعليمي بدأ منذ العام الماضي تطبيق تجربة جديدة من خلال بث الحصص الدراسية عبر برنامج «سكاي بي» وموقع المجمع على الإنترنت الذي يستهدف إتاحة الفرصة أمام الطلبة وأولياء أمورهم لمتابعة الحصص الدراسية التي يقدمها معلمو المجمع مباشرة من خلال البرنامج أو في أي وقت آخر من خلال موقع المجمع، وبالتالي إمكانية إيصال المعلومة لهم بيسر وسهولة.