أوضح مدير إدارة الإعلام والنشر في وزارة الثقافة والإعلام، والمتحدث الرسمي باسم وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، محمد عابس، أن الوزارة اجتمعت بالإعلاميين الإثنين لتوزيع مهام تغطية ملتقى المثقفين السعوديين الثاني الذي سيعقد في الأول من شهر صفر، ويستمر على مدى أربعة أيام في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. ويرى عابس أن أهم ما يميز هذا الملتقى هو أنه سيضم 500 مثقف من داخل الرياض، و500 آخرين من خارجها. ورداً على كونه الملتقى الثالث، أكد عابس أن الوزارة لم تعقد إلا ملتقيين اثنين، أما ما يذكر عن الثالث فقال إنه «كان مؤتمراً للأدباء، وليس المثقفين». وأشار إلى أن الوزارة سعت إلى تطبيق توصيات الملتقى الأول، ومنها إقرار الاستراتيجية الوطنية للثقافة، وتطوير المكتبات العامة، وإنشاء جمعيات متخصصة. وأضاف: الجميل في هذا العام أن الملتقى سيعرض في يومه الأخير مسرحية عن عدد من سلبيات بعض المثقفين، كتب نصها رجاء العتيبي، وأخرجها شادي عاشور.وكان الناقد الدكتور مبارك الخالدي انتقد مسمى الملتقى بقوله «أجد خطأ في مسمى الملتقى، فهو الثالث، وليس الثاني»، مضيفاً «شيء غير مطمئن أن يفقد من ذاكرة الوزارة شيء كبير مثل ملتقى. كثير من التوصيات قد تفقد؛ الموضوع بسيط، لكنه يثير التساؤلات». ورأى الخالدي أن المفترض «أن نعود لما انتهينا عنده في الملتقى السابق، لنناقش الاستراتيجية ونقرأها من جديد، ونطرح الأسئلة، ونلاحظ الأسباب التي منعت التطبيق». وعن التكرار في الطرح، يؤكد الخالدي: لابد من التكرار في الملتقيات، وهو راجع لأسباب عديدة، من بينها عدم القدرة على الاطلاع، وقصر نظر القائمين عليها، وسهولة التكرار. ويخشى الخالدي أن تتحول الملتقيات إلى روتين، فيما هناك قضايا لم تناقش بعد. وتضع ضخامة المنتدى عبئاً أكبر، وتوقعات أكثر، حسب الخالدي، متمنياً «أن يكون ما يأتي من هذا الملتقى إيجابياً»، وآمل «أن تكون الفائدة أكبر من التوقعات». واعتبر الشاعر خالد الغامدي أن إطلاق لفظة ملتقى ثقافي أمر مبالغ فيه، مضيفاً «ما زلت أجده فعالية اجتماعية مصغرة أكثر من كونها ثقافية». واتهم الغامدي الملتقى بأنه سيغلب عليه الفقر في المادة الثقافية «فلا الزمن، ولا المدة، ولا عدد الفعاليات، ينبئ عن ثقافة مملكة مترامية الأطراف متعددة الأجناس، مشكلة من أطياف مختلفة ثرية المشارب ثرية النتاج». مضيفاً «كنت أتخيل ما هو أكبر، وأطول، وأجمل، ومع ذلك فسأحضر على أمل أن أتفاجأ بما يمحو هذه الفكرة». وانتقد الغامدي عدم وجود الشعر ضمن فعاليات الملتقى، وبقية الموضوعات المهمة، مؤكداً «كان لي رجاء أن يتم رصد ونقد الحركة الأدبية في مرحلتنا الحالية، من خلال هذا الملتقى وأمثاله، وانتهاز الفرصة بوجود أسماء لا تتكرر كثيراً». واتهم خالد اليوسف اللجنة المنظمة بعدم الترويج للملتقى بشكل كافٍ، وقال: لم أعلم عن الملتقى إلا عبر خبر في صحافتنا المحلية، وأن كل ما مضى، وكل ما قدمنا، وكل ما عملنا من أجل وطننا وثقافته وفكره لم يصل إلى لجنة، أو أمانة، أو سكرتارية هذا الملتقى. وأضاف «أفضل عدم الخوض في لقاء لم يصنفني ضمن مثقفي الوطن». وبدت الناقدة الدكتورة لمياء باعشن متفائلة كثيراً، مشيرة إلى كون فائدة الملتقى، ولو كانت 10%، فهي أفضل من الصفر على أية حال. وتشجع باعشن الملتقيات الثقافية كثيراً ف»الرقعة واسعة، ولا توجد إمكانية للقاء والتعارف إلا من خلال الملتقيات». وستقدم باعشن ورقة عمل في اليوم الأول بعد الافتتاح عن المرأة ووجودها في الجانب الثقافي، لكنها بدت غير مسرورة «أجده أمراً مهيناً أن يخصص موضوع للمرأة، كأنها موضوع، وليس لها الحق في الثقافة»، مضيفة «أجد في تخصيص محور باسمها انتقاصاً، يجب أن ننسى أنها ضيفة، أو موضوع طارئ، كونها موجودة، فلماذا نعيد الكرة كل مرة؟!». ونفت باعشن وجود التكرار في الملتقى، مشيرة إلى كون الهيكل العام للملتقى مكرر، لكن ما يتضمنه الملتقى مختلف تماماً. فيما بدت الدكتورة أميرة كشغري محبطة «لدى نوع من الإحباط، كون ما يطرح لا ينفذ». موضحة «تفاؤلي يشوبه الحذر، نظراً للعدد الكبير من المثقفين الذين سيحضرون». وتمنت ألا يقتصر الملتقى على عرض الأفكار «بل أتمنى أن يعرض خطة واستراتيجية للثقافة، وننتقل من الأحاديث والاقتراحات إلى التنفيذ»، مشيرة إلى «كثير من الخطط حبيسة الأدراج، التي لم تنفذ». وترى الأديبة ثريا العريض أن انعقاد الملتقيات في حد ذاته ظاهرة إيجابية «النتائج لا تكون في غمضة عين، والتوصية تختلف عن الوصول، وهذا الوصول لا يحدث بين يوم وليلة، ومن المفترض أن يكون الإنسان واقعياً، فوصولنا إلى المرحلة التي نحن فيها أخذ ثلاثة عقود من الزمن».وانتقدت العريض وقت المؤتمر المحصور في أربعة أيام، فموضوعات الملتقى كثيرة، والسؤال: هل يستطيع أحد حضور جميع جلسات اليوم؟! موضحة «لا يمكن أن يحضر الإنسان كل المحاضرات، ولا يمكن إضافة ما لم يُضفْ».وأملت القاصة شيمة الشمري أن تكون للملتقى إضافة وحوار جاد حول إنشاء رابطة أدباء وكتاب المملكة، وتمنت أن يشمل النقاش الانتخابات ولوائحها، وما يحدث في الساحة الثقافية. وتمنت الشمري تكرار مثل هذه الملتقيات، في شتى المجالات الثقافية، «ولتكن سنوية، فنحن بحاجة لمثل هذه اللقاءات الثرية». وعتب عضو النادي الأدبي في المنطقة الشرقية خليل الفزيع على عدم توجيه دعوة له لحضور الملتقى، كما انتقد توجيه الدعوة إلى ألف شخص، مبيناً أن ذلك لا يستدعي الحضور الكبير من الضيوف. ورفض عدد من المثقفين والمثقفات المشاركة في الاستطلاع لأسباب متعددة، من بينها أن بعضهم لا يعرفون عن الملتقى شيئاً، وآخرون متشائمون لكنهم يرفضون استباق الحدث، وآخرون ضاقوا ذرعاً بمثل هذه الموضوعات. لمياء باعشن