التخطيط والتنفيذ السليم سيؤديان بالتأكيد إلى نتائج حميدة. لقد تابعت كما تابع الآلاف معي من أرض درة الملاعب والملايين عبر شاشات التلفزة الأداء الرائع والمميز للمنتخب الوطني أمام نظيره منتخب الأرجنتين، الذي أدهش الجميع ما قام به نجوم المنتخب من أداء غير مسبوق ولم نعتد عليه في الأيام الماضية نظراً للهزائم المتتالية السابقة، وخصوصاً في ظل التوجه السلبي لدى الغالبية من متابعي أداء المنتخب في جولاته السابقة، وما شاهدناه من تشاؤم كثير من الشباب وإجماع عديد منهم على الهزيمة ولكن كان الخلاف متمثلاً في: كم ستكون النتيجة لصالح الأرجنتين؟ وقبل أن ننجر في الحكم بناء على عواطفنا، مع أنه شيء طبيعي ولا يمكن فصله عن الواقع أو حتى إنكاره، فلا يوجد شخص لا يحب أن يفوز المنتخب في مباراته خصوصاً أمام فريق مثل الأرجنتين مع أن هذا التعادل كان بطعم الفوز مقارنة بالنتائج السابقة، علينا أن ندرس الموضوع من جميع جوانبه ومن كافة الزوايا والاتجاهات وأن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا للمنتخب والرياضة بشكل عام وماذا ننتظر من المنتخب في المقابل؟ ولنا هنا وقفتان، الأولى مع الجهاز الرئيسي الذي يشرف على الرياضة بشكل عام، وهي الرئاسة العامة لرعاية الشباب وما يندرج تحتها من إدارات، على رأسها اتحاد كرة القدم وما يتبعه من لجان وإدارات في مقدمتها إدارة المنتخبات. فما نراه من قيادة فاعلة ومجتهدة وما قامت به خلال السنتين الماضيتين من تحديث وتطوير على جميع المستويات لابد لنا من احترامها، بل ودعمها لتحقق أهدافها وهذا ما نأمله جميعاً بالإضافة إلى الدور الهائل والفعال لرابطة دوري المحترفين بما تسعى إليه من نقلة نوعية للنوادي الرياضية للدرجة الممتازة التي يأتي على رأسها اللاعب المحترف.فالاتجاه العام لإدارة الكرة إيجابي وجار العمل على قدم وساق من أجل النهوض بالكرة السعودية والرياضة بشكل عام، ولعل أهم ما يجري حالياً هو انتخاب مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السعودي، كذلك بالنسبة للجانب الفني فما شاهدناه من اجتهاد الجهاز الفني لإدارة المنتخبات في توفير وإعداد وتنفيذ مباريات ودية خلال الفترة الماضية كان له دور فعال في صقل مهارات اللاعبين وها قد بدأت تتضح معالمه. أما الجانب الآخر المهم فهو استثمار القطاع الخاص من قبل اتحاد الكرة الذي تم خلال تلك المباراة، فدخول أحد البنوك التجارية وإقدامه على رعاية المباراة هو خطوة إيجابية وفعالة جدا وستجر عديداً من البنوك وشركات الاستثمار للتوجه نحو ذلك الاتجاه هذا بالإضافة إلى الشركات التجارية التي شاركت في إنجاح هذه المباراة، أسوة بما هو معمول به في عديد من أندية أوروبا.ويمكننا القول إن هذا سيشجع الجهات التي كانت ومازالت متخوفة من الدخول في الاستثمار الرياضي ولعل خير مثال على ذلك ما قامت به رابطة دوري المحترفين من دور فعال في هذا المجال سواء برعاية دوري زين وما تبعه من رعاية شركة ركاء لدوري أندية الدرجة الأولى، فإن هذه الاستثمارات ستكون بكل تأكيد هي الدافع الأساسي والفعال الذي سيعزز المجال الرياضي من الناحية الاستثمارية والذي سينعكس بدوره على جودة الأداء الفني للأندية والمنتخب بصفة خاصة بكل تأكيد. فهل ستعود تلك المكتسبات الهائلة التي تمت قبل ذلك على مستوى قارة آسيا كبطل كأس آسيا ثلاث مرات عام 1984 في سنغافورة وعام 1988 في قطر وعام 1996 في الإمارات، ويعود ذلك السجل إلى ما كان عليه من إشراق؟إن استمرار التخطيط السليم والتنفيذ المميز سيحققان لنا التقدم في المحافل الإقليمية والدولية ويصعد بنا إلى منصات التتويج، لأن من يقوم بالعمل على تحقيق تلك الإنجازات هو الإنسان ولعل أهم ما يحسب للرئاسة إقرارها الأكاديميات الرياضية وتنظيمها وهذه خطوة ممتازة في الاتجاه الصحيح من أجل البناء والتأسيس لنخبة رياضية يعتمد عليها منذ البداية لأجيال تتوق إلى العالمية. بالإضافة إلى حاجتنا إلى كفاءات إدارية مؤهلة وفاعلة تقود إلى النجاح، فما هو موجود حالياً من معطيات مادية وبنى تحتية قائمة وأخرى جار تطويرها مقارنة بعديد من الاتحادات الرياضية العالمية الأخرى، تؤهلنا بما فيه الكفاية للتقدم ونيل مراتب عليا أفضل مما نحن عليه الآن.كذلك تفعيل عمل لجنة الاحتراف للنهوض بالفكر الاحترافي سواء للاعبين أو للأندية بحد سواء بل وحتى للإداريين داخل الأندية أو في الاتحادات الرياضية، ووضع المعايير اللازمة لذلك والتي بدورها ستؤدي على المدى القريب إلى نتائج أو على الأقل إلى ظهور مؤشرات إيجابية بشرط التخطيط السليم لذلك والتنظيم الفعال ومتابعة إشرافية على الجميع. فإن ما نراه وبكل أسف أن مفهوم الاحتراف انحصر فقط بالبيع والشراء لخدمات اللاعبين وبطاقاتهم والتربح من قبل الأندية ومن قبل اللاعبين كذلك فهي أصبحت تجارة فردية مصالحية على حساب الجودة والصناعة وأعني هنا صناعة اللاعب المحترف والتي مازالت مفقودة لدى أغلب الأندية فهدف الاحتراف الرئيسي بالأندية هو صناعة اللاعب المحترف والذي بدوره سيكون المحرك الأساسي للمنتخب.