تعاظم اهتمام الوسط الرياضي في مكةالمكرمة بما يدور في نادي الوحدة الرياضي من أزمات إدارية ومالية وفنية خاصة بعد هزيمة الفريق الرياضي غير المتوقعة من فريق الرائد بستة أهداف مقابل صفر ثم هزيمته من الشباب خمسة صفر والتي قوبلت بامتعاض شديد واستنكار واسع من المجتمع المكي عامة وجماهير ومشجعي نادي الوحدة على وجه الخصوص وكان للندوة هذا اللقاء مع عدد من أهالي مكةالمكرمة ومشجعي نادي الوحدة الرياضي . ابتدر الأستاذ عدنان هلال بقوله : (إن مشكلة نادي الوحدة تكمن في الخلافات والمشاكسات التي تحدث على الدوام في إدارة النادي حيث تستعر المعارك الكلامية على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام بين أقطاب النادي الكبار مما يؤثر على أداء الفرق الرياضية ويجعل النادي عرضة للمناوشات والقضايا الانصرافية التي تقعد الفريق عن أداء مهامه في الملعب لانعدام التكامل والتوافق بين الإدارة والجهاز الفني ولعل هذا ما تسبب في تذبذب أداء اللاعبين الذين يصارعون في سبيل البقاء بالدوري الممتاز بينما كانوا ينافسون على بطولته في الموسم الماضي وأضاف هلال أما بالنسبة للهزائم الأخيرة فينبغي محاسبة كل من يثبت تقصيره سواء من اللاعبين أو المدربين أما محاسبة البعض وترك البعض الآخر تدلل على وجود هوة كبيرة بين الإدارة المنشغلة بمعاركها الجانبية والجهاز الفني واللاعبين . وتحدث الأستاذ عماد برنجي عن وجود لاعبين متميزين في نادي الوحدة لم تتمكن إدارة النادي من الاستفادة من مواهبهم نظراً للمشكلات الإدارية التي يواجهها النادي والتي أدت لفقدان النادي لعدد من المواهب النادرة التي أبرزها النادي دونما استفادة من قدراتهم بخلاف ما يحدث في الأندية الأخرى وربما يكون لأزمات النادي المادية أثرها الكبير في عدم احتفاظ نادي الوحدة بلاعبيه البارزين ولا شك أن لدعم رجال الأعمال ووجهاء المجتمع المكي والمهتمين برعاية المواهب دوراً هاماً في رفد الحركة الرياضية بما يحقق التقدم والازدهار لمنافسات كرة القدم على المستوى المحلي بمكةالمكرمة . وتناول المهندس خالد كابلي ظاهرة انعدام الولاء للنادي الرياضي في ظل احتراف اللاعبين لكرة القدم الأمر الذي جعل أمر الولاء للأندية الرياضية في مرتبة متأخرة ورفع من الاعتبارات المادية وجعلها في مقدمة الأولويات بالنسبة لكل لاعب محترف وفي تقديري أن تذبذب أداء اللاعبين يضعف من منافستهم في الاحتراف بالأندية المتميزة التي يأملون في الانضمام إليها فواجب كل لاعب الحفاظ على مستواه وأدائه في الملعب حتى يحقق ما يصبو إليه من آمال الاحتراف في الأندية الكبيرة والصعود للمنتخب . . وهذا يتطلب من الأندية الرياضية رفع المستوى الثقافي وفتح مجالات التحصيل العلمي للاعبين خاصة وأن القيادة الرشيدة والرئاسة العامة لرعاية الشباب تبذل جهوداً مضنية من أجل رقي الرياضة ونهضة الشباب السعودي من خلال المنافسات والدورات الرياضية المتتالية وينبغي أن ترتقى الأندية للمستوى الذي يليق بمستوى المملكة في العالم . وتحدث الأستاذ ماجد القرشي قائلاً لا أحسب أن لاعبي مكةالمكرمة أقل قدرة أو أضعف مستوى من بقية اللاعبين بالأندية السعودية وقد أبرزت مكةالمكرمة لاعبين كبار أصحاب موهبة ومقدرات كروية عالية والاستمرار في إنتاج اللاعبين يحتاج إلى الرعاية الكاملة للناشئين ووضع خطط طموحة بالتركيز على إعداد الناشئة وتأهيلهم بقدر ما يعتني باللاعبين الكبار وهذا ما تعتمده الأندية الكبيرة في أوروبا وأمريكا اللاتينية فالكرة البرازيلية تهتم بإعداد لاعب سنة 2030م الذي ولد اليوم !! . وأضاف القرشي قائلاً : إن مشروع إقامة دورة للبراعم تحت سن 14 سنة يعد لفتة بارعة من الإتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل حفظهما الله لرعاية الناشئة ومن المتوقع أن يرفد البراعم الكرة السعودية بالكثير من المواهب والتي تحتاج للرعاية والاهتمام من قبل الأندية بالقدر الذي يحظى به الفريق الأول والمحترفون . وقال الأستاذ إسماعيل فلاته إن المشكلات الفنية التي تعاني منها بعض الأندية السعودية ناتجة عن عدم استقرار المدربين حيث تتعاقد بعض الأندية الرياضية مع أكثر من مدرب خلال الموسم الواحد ولا تمكن المدرب من تأهيل الفريق خاصة إذا تعرض لبعض الهزائم في مستهل مشواره مع النادي فسرعان ما يبدل بمدرب آخر يرحل بدوره كسابقه دون أن يضع بصماته التدريبية أو تظهر خبراته وفكره التدريبي في أداء اللاعبين الأمر الذي يؤثر على الفريق ويقلل من نسب انسجامه مع المدربين وربما يرجع ذلك إلى التأثير السلبي لوسائل الإعلام الرياضية وما يتعرض له بعض المدربين من حملات إعلامية شرسة ونقد غير بناء من قبل بعض العناصر والجمهور. وتعرض الأستاذ ياسر بقبق لانعدام الجدية من بعض اللاعبين وقلة الدراسات التخطيطية في مجال التدريب والإعداد للاعبين، فكرة القدم تقوم على الدراسة والعلم والتخطيط للمستقبل وليس على الارتجال والعفوية ولرفعة الكرة بنادي الوحدة لابد أن تتكامل الجهود بين كل من الإدارة والجهاز الفني واللاعبين ووجود خلل في كل من هذه المحاور يؤثر على أداء النادي بشكل عام ومع هذا تجد من يلوم التدريب أو بعض اللاعبين مع أن الخلل في أي محور من المحاور التي سقتها يؤثر على المحاور الأخرى وينعكس ذلك على نتائج المباريات . . ولعل خير مثال على ما ذكرت هو النتيجة التي أحرزها الشباب بحصوله على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بعد جهد مضنٍ وتكامل للأدوار بين إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبين الذين كانوا على مستوى الحدث في تقديرهم للمسئولية .