ما إن شد فيلكس أنظار العالم بقفزته الشهيرة حتى بدا عالمنا شغوفاً بمعرفة كل تفاصيل حياته. وفي عالمنا العربي اتخذ هذا الحدث منحنى آخر بين التشكيك والتهكم وإطلاق الشائعات. وهي عادات توارثناها فيما بيينا بكل الأحداث التي نتعرض لها. ولكي نعرف لماذا تكون ردود أفعال “جماعة فيكس” مختلفة ومعاكسة لردود أفعال “جماعة فيلكس” مع هذه الأحداث يجب أن نستعرض شيئاً من حياة الجماعتين. فيكس: يعيش بدولة غنية ولكنه يكافح للحصول على الخدمة. فيلكس: يعيش بدولة متوسطة ولكن تقدم له الخدمات الأساسية. فيكس: يدخل مراحل التعليم فيجد نفسه في دوامة المدارس المستأجرة والفصول السيئة والمقررات الركيكة، فيلكس: المدرسة أحب إليه من منزله. فيكس: قبل أن يمرض يجب أن يفكر فيمن يوفر له سريراً في المستشفيات. فيلكس: يمرض فتفرض من أجله حالة الطوارئ حتى يشفى. فيكس: يخدم وطنه ويضحي بحياته من أجله، وعند تقاعده يحتاج لواسطة تسرّع إجراءات صرف راتبه التقاعدي. فيلكس: يخدم وطنه فتُقدَّم له جميع الخدمات مجاناً. فيكس: يحتفل باليوم الوطني لبلده بتكسير المحلات والإساءة للأخضر واليابس بوطنه من شدة حبه له! فيلكس: يحتفل باليوم الوطني بالساحات العامة والاستعراضات المنظمة التي تشد القاصي والداني. فيكس: ينبهر بحضارة بلاد فيلكس وفي ذهنه صور جميلة عن حياتهم لدرجة أنه يتوقع أنهم يعلمون كل شيء، فيلكس: لا يحتفظ في خياله عن بلاد فيكس إلا بصورة له وهو يمتطي الجمل ويلبس الشماغ والعقال. فيكس: مؤدب جداً جداً في بلاد فيلكس ويحافظ على النظام والممتلكات عكس ما يفعل في بلده. فيلكس: يندهش جداً جداً مما يشاهده في بلاد فيكس من فوضى بالشوارع لدرجة أنه يحتاج لفترات طويلة يقضيها بوطنه ليعود إلى رشده. وفي النهاية سوف نكتب ونكتب عن الفروقات بين فيكس وفيلكس.. مع أن الفرق بينهما حرف اللام.. الذي لا نعلم من أخفاه، وسوف تشكل لجنة تحقيق خاصة وسريعة لمعرفة المتسبب في إخفائه، وتدهور حياتنا لهذا المستوى.. والأمل معقود على الأجيال القادمة أن تجد حرف اللام.