د. ناصر السحيباني أوضح الملحق الثقافي في سفارة المملكة العربية السعودية في الإمارات، الدكتور صالح السحيباني، ل «الشرق» أن تصميم جناح المملكة في الدورة 31 من معرض الشارقة للكتاب، الذي تشرف عليه الملحقية الثقافية، جاء على شكل سفينة، ليوحي أن الثقافة متحركة غير ثابتة، تؤثر وتتأثر، وأن الحراك السعودي موجود ومستمر منذ زمن طويل. وقال «نريد من خلال هذه السفينة أن نبني جسوراً من التواصل الثقافي بين الدول»، وتحقيق الشراكة الثقافية بين الدولتين الشقيقتين، كاستراتيجية تتبناها وزارة التعليم العالي، ومكاتب الملحقية، بتوجيهات من سفارة خادم الحرمين الشريفين في أبوظبي. أقسام الجناح وشرح السحيباني أن للجناح ثلاثة أقسام، قسم للبيع، يهدف لبيع الكتب بسعر زهيد، لإعطاء الكتاب قيمة فقط، والقسم الثاني للإهداءات والتوزيع، والقسم الأخير للعرض. وبين أن حوالى 25 جهة حكومية تشارك في الجناح، تمثل عدداً من الوزارات، والجامعات السعودية، التي حضرت بشكل مشرّف هذه السنة، وكذلك مكتبة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ودارة الملك عبدالعزيز، وكلية الملك فهد الأمنية، التي تقدم أكثر من ثلاثة آلاف عنوان، وما لا يقل عن ثلاثين ألف نسخة من الكتب الموجودة في الجناح. مدرسة الكتاتيب وأضاف السحيباني أن الإقبال جيد على الجناح، وأن جامعة الأميرة نورة تشارك فيه هذا العام. وهناك أيضاً مدرسة الكتاتيب التي يشرف عليها الممثل السعودي عبدالعزيز المبدل، بوجود مجموعة من الأطفال السعوديين. صالون ثقافي وأوضح أن في الجناح صالون ثقافي يجمع أدباء ومثقفين سعوديين، تستمر فعالياته منذ الصباح حتى العاشرة مساء، وتدور فيه حوارات ثقافية عفوية لإثراء الساحة الثقافية. كما أن المملكة تشارك في محاضرات خارجية، ومنها محاضرة عن مستقبل الكتاب الورقي، مشيراً إلى أن هذه الفعاليات الثقافية تأتي من جانب الإيمان المطلق بأن معارض الكتاب ليست فقط لعرض الكتاب ونشره وتوزيعه وحسب، بل أيضاً لإبراز الثقافة ومحاولة الاستفادة من ثقافات الآخرين، «وبالمناسبة مشاركتنا هذا العام والعام الماضي أصبحت مثالاً يقتدى به بسبب التميز، إذ لمسنا أن بعض الأجنحة بدأت تقلدنا». فعاليات ثقافية وتشارك في المعرض، الذي افتتح الأربعاء الماضي ويستمر حتى السبت المقبل، 62 دولة بينهم 22 دولة عربية. ويحتضن المعرض أكثر من 130 فعالية ثقافية وفكرية بمشاركة شخصيات عالمية وإقليمية وعربية ومحلية. وأوضحت سكرتيرة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، سناء مدحت، أن الإقبال جيد، و«لاحظنا أن الفعاليات كثيرة ومتنوعة هذا العام في المعرض والأجنحة أكبر»، ودور النشر زاد عددها، مع ارتفاع قليل في أسعار الكتب. ضيف الشرف وتشارك مصر، ضيفة شرف المعرض، في هذه الدورة ب 130 ناشراً. وقال المسؤول عن الجناح المصري أحمد عرابي عبدالعزيز ل «الشرق»، إن الجناح يضم، إضافة إلى الناشرين، الهيئات الحكومية، وقطاعات وزارة الثقافة، موضحاً أن مصر تشارك في الفعاليات العامة للمعرض بندوات لكبار الكتاب والشعراء. آراء متباينة وخلال جولتها في المعرض، زارت «الشرق » دار «اقرأ» السورية للنشر والتوزيع، وقال ماهر عبدالحليم، وهو مسؤول في الدار: بما أن وقت المعرض يبدأ في الفترة الصباحية، أي فترة دوام الطلاب للمدارس، فهم يأتون لزيارة المعرض لزرع التعود على الكتاب وحب المعرفة، والاطلاع ومتابعة الفعاليات القائمة خلال الزيارة، وهي خطوة إيجابية للمستقبل. وعن البيع، أوضح عبدالحليم «لا تقاس المشاركة بأي معرض للكتاب فقط بالناحية المادية للناشر، ولكن لها غاية ثقافية أيضاً، ومع ذلك لا نستطيع تحديد مستوى البيع والإقبال على الشراء لنهاية المعرض». وحول ما يقال عن ارتفاع سعر الكتب عن العام الماضي، أجاب «ربما هناك ظروف معينة هذه السنة مختلفة عن سابقاتها، فنحن كسوريين اختلفت علينا أجور الشحن، نظراً لظروف بلدنا»، إضافة إلى أجر مساحة العرض المرتفع، وانعكس ذلك على سعر الكتاب. وقال مندوب مبيعات دار النشر اللبنانية «هاشيت أنطوان»، إيلي صفير: لدينا تشكيلة كبيرة من الإصدارات، 50 إلى 60% منها جديدة، وفيها ما يناسب جميع الأعمار، وتتنوع بين الروايات، وكتب الطبخ، والحياة العامة، والتغذية، والشعر. ونرى أن الناس محبون للقراءة والثقافة، فالبيع جيد إلى حد ما هنا. ومن إصداراتنا الجديدة رواية «الأسود يليق بك» للكاتبة أحلام مستغانمي، التي وقعت الكتاب الجمعة في قاعة الاحتفالات. وعن سعر الكتاب في الدار، قال صفير إن سعر كتبهم موحد في جميع الدول، وهذا مبدأهم بغض النظر عن الخصم الذي يوضع من قبل القائمين على معرض الكتاب.