صالح صبحان البشري في الحوادث المفاجئة والكوارث الطارئة التي مرت بنا وخلفت ضحايا مادية وجسدية وأرعبت المجاور والمشاهد لها نعلق ما حدث على باب القضاء والقدر ونترك المسببات ومسؤولية وقوعها تتبخر بين لجنة التقصي والتحقيق والجهات المعنية. فحادثة مدرسة بنات جدة اختفت نتائج تحقيقها في ملف القضاء والقدر، ولم يعاقب المتسبب فيها، وفي فاجعة صباح الخميس بالعاصمة الحبيبة وكل ما أفرزته سنبقى تجاهها مؤمنين إيمانا متجذرا في القلوب ونابعا منها بالقضاء والقدر، لكن الذي يجب أن نقف معه وقفة حازمة وصارمة هو معاقبة كل مسؤول كائنا من كان عن الحادث، حتى لا يغفل الموظف والمسؤول عن العقاب والقانون الذي أمامهما. فكيف لعامل صهريج غاز أن يقوده تهوره إلى أن يجوب شوارع الرياض دون أن يفحص مركبته لأن الأمر يتعلق بحياة أرواح وممتلكات مكلفة؟ وكيف لشركة غاز أن تترك القيادة ليد عامل آسيوي لم تتجاوز خبرته حولا كاملا دون تدريب متقن وتجربة طويلة ولا يعرف معايير السرعة المحددة أو على أقل تجهيز مركبتها بأدوات السلامة وأجهزة الإنذار لتفادي الأخطار وتجنب الأضرار؟ وهل لرجال الدفاع المدني دور في مراقبة شاحنات الغاز؟ إننا إن بقينا على ما نحن عليه فسيزداد غير المبالين وستكثر الحوادث وتغيب الحقوق والواجبات، فهل سنكون جاهزين بعد ذلك لتفادي مثل هذه الحوادث قبل وقوعها لا سمح الله؟ وهل نسن من القوانين ما يزيد من عقوبة الإهمال والتقصير؟ حمى الله وطننا من كل حادثة مفزعة وكارثة محزنة.