سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كوارث الاستهتار وبيان الشركة لماذا عجزت الجهات المختصة عن تمديد أنابيب الغاز إلى المنازل بدلا من هذه الأنابيب المعبأة بالموت وعربات الموت المعبأة بالغاز؟
لا زلنا نترنح بعد كل حادثة مباغتة لا يكمن خلفها سوى الاستهتار بالسلامة والأمن من العقوبة ثم نصاب بالحزن والألم بعد معرفة عدد الضحايا وظروف الحادثة والحكايات المأساوية التي أفرزتها الحادثة. نغضب، ننثر غضبنا كلمات ومقالات ثم لا شئ يحدث غير الصمت الرهيب في انتظار حوادث أخرى ضارية تلتهم ضحايا جدداً وتشعل جذوة الغضب ونعود إلى خانة الصمت من جديد. حادثة عين دار بتبوك، وحادثة شرق الرياض،حادثتان، صورة مصغرة من يوم الحشر، يوم الفزع الأكبر. الأولى، أغلب ضحاياها نساء وأطفال، وهي نتيجة طبيعية لحشر النساء خلف الأبواب المقفلة بالسلاسل والأقفال حتى في مناسبات الأفراح. الثانية، ضحاياها السائرون كل في وجهته يبتغي من رزق الله في ذلك الصباح المشرق الذي تحول إلى أصوات انفجارات وسقوط وتهدم وتصدع في المباني والمركبات والأجساد البريئة التي قدر لها التواجد في مكان مستباح لسائق أرعن وشركة نقل مستهترة وأجهزة إنقاذ بطيئة . الحادثتان، وماقبلهما من حوادث؛ حريق مدرسة البراعم كأقرب مثل ينقر الذاكرة في لحظة استدعاء لتقريب الصورة داخل مشهد السواد، لحالة الاستهتار العامة التي نعيشها جميعا بجهلنا التعامل مع الحوادث والكوارث والطوارئ، استهتارنا وجهلنا لا يلغي مسئولية الجهات ذات العلاقة، عن القصور في خطط التوعية الالزامية بوسائل السلامة للجميع للطلبة من سن الروضة إلى الجامعة، الموظفين والمسئولين والنساء والرجال، لابد من هذه التوعية بكيفية التصرف والتعامل مع المواقف المختلفة خطط تتضمن تدريباً متقناً على وسائل السلامة، والتعامل مع مختلف المواقف التي يمكن ان يتعرض لها الانسان في أي وقت حتى في بيته وغرفة نومه لذلك تنتهي الحوادث نهايات مفجعة لحالة الهلع التي تسيطر على الموقف وتسهل حدوث الفاجعة في وقت قياسي تفشل معها كل الجهود لإنقاذ مايمكن إنقاذه. المركبات التي تسرح وتمرح في الأحياء السكنية دون ضابط أو رابط، مركبات تمتلئ بالنفط، وأخرى تحمل أنابيب غاز صدئة تحت أشعة الشمس يقودها سائق وافد مستهتر ربما استهتاره عن جهل بخطورة حمولته، ولا يوجد من يرشده أو يفطنه. الغريب أن شركة الغاز والتصنيع الأهلية أصدرت بياناً بعد صمت طويل يشبه صمت العروس التي قالوا لها تكلمي، وعندما تكلمت، قالت: السقف سيسقط فوق رؤوسكم! يقول البيان: ( إن الشركة تلتزم بالمواصفات السعودية للشاحنات ولوائح وزارة النقل ومتطلبات التشغيل، وأفادت أنه لن يكون للحادث أي اثر على توفير الغاز في محطات الشركة في الوقت الحاضر. وسوف تقوم الشركة بالإعلان عن نتائج الأضرار المادية بعد انتهاء أعمال اللجان المكلفة بذلك من قبل الدولة ونتائج أعمال شركات التأمين ) ياللعار! هل هو هذا الهم الذي يشغل بال الشركة؛ استمرار توفير الغاز بذات الطريقة القاتلة ؟ لم يتضمن البيان أي إشارة أو اعتذار عن هذا الانفجار الرهيب وهذا الفزع الأكبر وهؤلاء الضحايا الذين اختطفت أرواحهم وتفحمت أجسادهم في ذلك الصباح المفزع! ماهي المواصفات والمقاييس التي تدعي الشركة الالتزام بها والمركبة المفخخة تسير في شوارع المدن بحرية وتحت قيادة سائق لا يدرك حجم المسئولية التي بين يديه؟ بدلا من الاعتذار للضحايا ولذوي الضحايا ولكل المواطنين الذين أدمى قلوبهم الحادث على البعد فكيف هو حال من كان قريباً أو رأى أو سمع صوت الانفجار أو صوت الأنين ورأى هول الفاجعة؟ عجباً لمسؤولي الشركة الذين يظنون أن كمية الغاز ونقصه أو توفره هو مصاب الوطن، وان التعويض الذي ستدفعه شركات التأمين هو البلسم الشافي من كل المصاب الجلل، والهلع الذي سيلازمنا كلما رأينا شاحنة تمر أمامنا! لماذا عجزت الجهات المختصة عن تمديد أنابيب الغاز إلى المنازل بدلا من هذه الأنابيب المعبأة بالموت وعربات الموت المعبأة بالغاز؟ في القاهرة رغم الشكوى من تدني مستوى خدمات كل شئ إلا خدمات شركة الغاز التي استطاعت أن توصل الغاز عبر تمديدات آمنة، ويقوم مختص بزيارة شهرية للتأكد من سلامة التوصيلات وعدم وجود تسرب للغاز دون رسوم إضافية. لماذا لم نصل إلى هذا المستوى من التخطيط والتنفيذ لوسائل السلامة الآمنة والحرائق تشتعل نتيجة انفجار أنبوبة وهاهي ناقلة تشتعل في مساحة كبيرة مغطاة بالأبرياء الذي قتلوا وأصيبوا وفزعوا وفقدوا ممتلكاتهم التي تدرس شركات التأمين كيفية تعويضهم عنها. الخطر الذي يتسرب في شوارعنا دون ضوابط أمنية ودون إحساس بخطورة هذا الحمل الذي يتحرك داخل وحش شرس يمشي على أربع وبسرعة وتهور ودون ضوابط هو ما يرعبنا! [email protected]