مع اقتراب الانتخابات الأمريكية واحتدام المنافسة بين الرئيس الحالي باراك أوباما وبين رومني المرشح عن الحزب الجمهوري للفوز بمفاتيح البيت الأبيض ستكثر -كالعادة- الأحاديث والمناقشات في المنطقة العربية حول المعركة الرئاسية ومن هو الأفضل بالنسبة للتعامل مع العرب وقضاياهم، وبسبب معاناة العرب السابقة من فترة حكم الجمهوريين التي كانت عامرة بالحروب والمكائد التي دفع العرب والمسلمون ثمنها باهظاً يميل كثير منهم للرئيس أوباما ويتمنى فوزه على المرشح الجمهوري بحجة أنه أهون الشرين! وتناسوا أن الوضع لم يتحسن في المنطقة بعد فوزه على الرئيس السابق جورج بوش الابن، فالمنطقة العربية لاتزال غارقة في الصراعات والأزمات الإقليمية والمد الإيراني وصل للعراق وتم ابتلاعها بعد أن قدمتها أمريكا للإيرانيين على طبق من ذهب وأصبح الشعب العراقي يعاني الأمرين بسبب حكومة طائفية تتحرك بأوامر ملالي إيران. إن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل “الطفلة المدللة لأمريكا” لا تتغير بتغير الرؤساء الأمريكيين ومع كل حملة انتخابية يتنافس المرشحون سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي في تقديم الوعود للوبي الصهيوني في أمريكا بضمان أمن ما يسمى بإسرائيل وتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري لضمان بقائها وتفوقها فسواء فاز أوباما أو رومني لن تتغير السياسة الأمريكية تجاه العرب وقضاياهم فكلا المرشحين يعلن نفسه كخادم لإسرائيل فلماذا نكترث لفوز أحدهما على الآخر فكلاهما وجهان لعملة واحدة؟! علينا كعرب عدم رفع سقف الآمال بنتائج تلك الانتخابات وتركيز الاهتمام بترتيب البيت العربي من الداخل فمن تخلت عن حلفائها الذين خدموها لعقود طويلة وباعتهم بأبخس الأثمان بعد الثورات العربية “الربيع العربي” لن تكترث للشعوب العربية ولا لقضاياها فالمحرك الأساسي لأمريكا مصالحها ومهما اختلفت سياستها الداخلية تبقى السياسة الخارجية ثابتة وقائمة على الحرص على مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني.