أعلنت الكنيسة القبطية مساء أمس الأول عن قائمة نهائية تضم ثلاثة مرشحين سيتم اختيار أحدهم ليكون أبا روحيا جديدا للأقباط يخلف شنودة الثالث الذي رحل في مارس الماضي، ويأتي انتخاب الأب الجديد للمسيحيين في مصر في مرحلة يشعرون فيها بقلق متزايد في ظل وجود رئيس منتمي لجماعة الإخوان المسلمين. والمرشحون الثلاثة الذين تم اختيارهم، هم الأنبا روفائيل (54 عاما)، وهو طبيب يشغل حاليا منصب الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، والأنبا تادوروس (60 عاما) أسقف عام البحيرة في دلتا النيل، والأب روفائيل أفامينا (70 عاما). وركز الأنبا روفائيل في حملته على حل المشكلات الاجتماعية مثل البطالة وتنمية الصعيد وعلى رؤية إصلاحية للكنيسة، في حين أبرز الأنبا تادوروس مشكلات الشباب وكيفية تطوير إمكاناتهم، وأيد الأب أفامينا قيام حوار مع الأزهر والطوائف الأخرى. وأدلى 2412 ناخبا يمثلون الكنيسة القبطية المصرية بالإضافة إلى خمسة ناخبين من الكنيسة الإثيوبية بأصواتهم طوال يوم الإثنين في الكاتدرائية المرقسية بحي العباسية لاختيار المرشحين الثلاثة من بين خمسة مرشحين هم أسقفان وثلاثة رهبان. والفائز في هذه الانتخابات سيصبح «بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية» رقم 118. ووفقا للنظام الداخلي للكنيسة لاختيار البابا والذي تم وضعه عام 1957، ستُكتَب أسماء المرشحين الثلاثة الذين يحصلون على أكبر عدد من الأصوات على ثلاث ورقات مختلفة، وفي الرابع من نوفمبر، يقوم طفل قبطي معصوب العينين باختيار ورقة واحدة من بينها يكون الاسم المكتوب عليها هو اسم البابا الجديد والذي سيتم تنصيبه في 18 نوفمبر القادم. ويشكل الأقباط ما بين 6 و10 % من عدد سكان مصر البالغ نحو 83 مليون. وتحت لافتة ضخمة ووحيدة احتوت صور وسيرة المرشحين الخمسة في باحة الكاتدرائية، قال كاهن كنيسة مار جرجس في محافظة سوهاج القمص مكسيموس مكسيموس «أثق أن المرشحين الخمسة جميعهم قادرون على قيادة الكنيسة»، وأضاف «لكن أهم شيء أن يكون البابا الجديد محبا ومخلصا وأن يعاملنا مسيحيين ومسلمين جميعاً بالحب». وفيما قامت فرق الكشافة الكنسية بتنظيم سير عملية الاقتراع ، أمَّنت وزارة الداخلية الحدث الأول من نوعه منذ عام 1971 من خارج أسوار الكاتدرائية. وقال أحد المتطوعين في فريق الكشافة الكنسية «نحن دوما ننتخب البابا في أوقات حرجة للوطن، فقد تم انتخاب آخر اثنين من الباباوات مع بدء ولاية رئيسين للجمهورية». وقال القمص بطرس الذي جاء من كنيسة مار جرجس في السويس للتصويت «نريد من البابا الجديد أن يسير على نهج البابا شنودة الذي كان أسدا أمام كل من يخطيء في حق الكنيسة ورعاياها»، وتابع «نحن نريد أن نعيش في سلام بلا تفرقة بين المسلمين والمسيحيين». ويأتي انتخاب البابا الجديد بعد أشهر من انتخاب محمد مرسي رئيسا للبلاد ليصبح بذلك أول رئيس إسلامي في تاريخ مصر الحديث. وتمنّى الإكليركي كورولوس إسطفانوس «أن يعمل البابا والرئيس سويا من أجل مصلحة البلاد»، معتبرا أن «حل الاحتقان الطائفي ليس في يد البابا لكن في يد رئيس الجمهورية الذي ينبغي أن يوحد المصريين».