خلال ندوة (الإعلام التفاعلي.. والشباب والمتغيِّرات) في ختام النشاط الثقافي للجنادرية (أمس الأول)، طُرحت مقترحات ونادت بعض الأصوات بولادة وتأسيس (ميثاق شرف) بين الإعلاميين عند استخدام (الإعلام الجديد)..! بينما نحن نرتقب تأسيس (ميثاق شرف للإعلام والإعلاميين) ضمن جلسات الحوار (الفكري التاسع)، الذي يقيمه (مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني) في (حائل) الأسبوع المقبل. يأتي هذا كله على ضوء ما يتناقله (الناس) اليوم عبر الإعلام الجديد, ووسائل التواصل الاجتماعي، التي أحدثت (ثورة تواصل رهيبة) بين البشر، وفتحت المجال أمام كل من يريد، أن يقول ما يريد، أين ما أراد...! فالكل متشدق بالشعار (الزائف) لهذه الوسائل، منخدعين بعبارة (الخصوصية والحرية)..؟! فتغريدة (واحدة) في تويتر, قد تفعل الأفاعيل، وتشعل المجتمع بأكمله، يعتقد صاحبها أنها جزء من (حريته الشخصية) ليقول ما يشاء، وكيف ما أتفق، لأنه ببساطه من يمتلك (140 كلمة) يريد أن يهرب بها عن عيون أي رقيب أو حسيب، وهو لا يعلم أنه يضعها أمام (أعين الكل)، بمن فيهم الرقيب والحسيب ليقرؤوها..؟! وهناك (آخر) يرى أن من حقه أن يخرج عبر (اليوتيوب) ل(يصارخ) علينا، باللوم والانتقاد، يتهم بالتقصير، ويُنظر بالتفريط ، يحاسب بلا دليل، ويخون دون وجه حق، يلمز ويهمز.. ليغمز في النهاية (انتصرت لحريتي)، مستخفاً (دمه) لكونه حقق (نجومية زائفة وزائلة)، رافعاً شعار (يوتيوب منبر من لا منبر له) معتقداً أنه يمارس دور (الرأي والرأي الآخر) وهو لا يعلم أنه خسر وارهب، و(زاد الطين بلة) وأن كل تلك (الأرقام) من المشاهدة لا تعني شيئاً أمام ما ارتكبه من خطأ في حق نفسه ومجتمعه ..! إن مسؤولية الإعلام الجديد تتعدى (ميثاق شرف) يقرّه أو يؤسس له (الإعلاميون) وأجهزتهم هنا أو هناك، إنه واقع جديد يحتاج إلى أن نعترف بتأثيره أولاً (كمجتمع)، ونربي الأجيال الشابة على جعله (منبراً للحق والتعبير), والتواصل فيما يخدم الوحدة الوطنية، وفيما لا يمس ويخالف الثوابت والعقائد الإسلامية، والفطرة السليمة والسوية..! لا أن نجعله (ساحة) للفلسفة التي قد تقود للكفر والإلحاد، أو نتخذه لتصفية الحسابات، وبث السموم والأحقاد، ونشر الشائعات، وتشويه صورة كل ما هو جميل في ديننا ووطننا ومجتمعنا، بكلمات لا يملك مطلقوها رؤية أبعد من مشاهدة (أرنبة أنوفهم) إن استطاعوا..؟! اليوم يجب أن يكون (للإعلام الجديد) وكيفية التعامل معه واستخدامه، تواجد وحضور على (المنابر) في المساجد خلال الخطب والمحاضرات، كما يجب أن يكون ضمن (المناهج الدراسية) ميثاق أخلاقي ووطني يتربى عليه ويتعلّمه الشباب والشابات، الذين هم المشغل الحقيقي لهذه الوسائل في المستقبل بحواراتهم وتغريداتهم. إن ما يُطرح عبر (وسائل التواصل الاجتماعي) اليوم، يعكس مع الأسف فهماً (خاطئاً) لمعنى الحرية والخصوصية، لن يُصادر أحد حقك في التفكير والتأمل كما تشاء! طالما أنك تحدث نفسك فقط، فحديث النفس للنفس لا علاقة لغيرك به، أما حديث النفس بكلمات وأحرف يراها ويقرأها للكل.. فهو أمر يجب أن نتوقف عنده كثيراً ونتأمله جميعاً..؟! وعلى دروب الخير نلتقي.