يأمل المصريون في أول أيام عيد الأضحى المبارك الحصول على راحة مؤقتة من صراعات القوى السياسية حول الدستور الجديد، التي تطورت مؤخرا لتدخل مرحلة الاشتباكات، لكن يتمنى المصريون أن يخلو هذا العيد من حوادث تحرش بحق النساء. ودخلت مصر في الأسابيع الماضية في صراع عنيف بين القوى الإسلامية الحاكمة من طرف، والقوى المدنية حول صياغة دستور مصر الجديد، لكن محكمة مصرية أحالت أمر اللجنة القائمة على صياغة الدستور برمتها للمحكمة الدستورية العليا. ويقول محمد حابك (58 عاما)، مهندس ميكانيكا “أريد راحة من كل هذا التوتر”، وتابع محمد الذي قال إنه يتابع الصحف وبرامج التوك شو المسائية بشكل يومي “نحن مشدودون ذهنيا بسبب السياسة وبلا أي راحة حقيقية”. وأضاف ل “الشرق” بجدية بالغة وهو يشترى مستلزمات لبيته من متجر في جنوبالقاهرة “قررت أن لا أتابع الصحف أو الأخبار لمدة خمسة أيام”. وقال محمد إبراهيم (33 عاما)، صيدلي “أتمنى أن يكون هذا العيد راحة سلبية تجمعنا ولا تفرقنا، أتمنى أن نستثمر العيد في تحقيق السلام الاجتماعي والبعد عن المشاحنات السياسية”. وأوضح إبراهيم أنه قرر عدم متابعة الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما تسببه له من ضيق واكتئاب، قائلا “أتمنى أن يكون العيد بداية حقيقية للتواصل الاجتماعي الحقيقي”. وتسببت المشاحنات السياسية بين المصريين في حدوث قطيعة بين كثير من أعضاء الأسرة الواحدة أو الأصدقاء وهو ما سبب حالة من التوتر العام في البلاد. وقال إبراهيم “تعرضت لخلاف حاد مع أصدقاء مقربين للغاية بسبب السياسة والتوجهات الفكرية والاختلافات الأيديولوجية”، وهو ما قال إنه قرر ألا يكرره لاحقا. ورفض مواطنون يقومون بالتسوق في وسط المدينة الحديث عن السياسة وأحوالها مع “الشرق” معربين عن ضجرهم مما وصلت به الأوضاع في مصر بسبب الصراع بين القوى السياسية. وبعيدا عن السياسة، تشهد مصر في الأعياد حالات تحرش جماعي في الشوارع وخاصة في القاهرة، وهو ما تزايد بعد الثورة خاصة مع الانفلات الأمني، لكن الأسر المصرية تأمل أن يكون عيد الأضحى المبارك لهذا العام خاليا من التحرش. وقالت عبير هاني، (23 عاما)، موظفة بشركة اتصالات “لا أخرج في العيد لأن ما يحدث يحيله إلى مهزلة”، وأوضحت عبير ل “الشرق” أن قريبات لها سبق وأن تعرضن للتحرش في عيد الفطر قبل عام. وقرر ناشطون مصريون تكوين فرق تطوعية لحماية الفتيات في الشارع خلال فترة العيد. وقال محمود محمد (17 عاما)، طالب ثانوي “أسعى أن يكون هذا العيد بلا تحرش فما يحدث سنويا إهانة لنا”، وتابع محمود الذي قرر المشاركة في حملة “المتحرش بالمتحرشين”: “الوضع أصعب من حله بين ليلة وضحاها ولكن الأهم أن تنتهي نهائيا وأن تسير النساء في الشوارع في حرية وأمان”.