المرأة في الحب تنسكب براءتها حارقة في قلبها؛ لأن أصابع الاتهام ستشير إليها غالبا لو فشلت العلاقة؛ فتشعر بالقلق وأنها تطفو في فراغ معتم. الزخم الإنساني في الحب لابد من تطويره بالحنان والرعاية، ليس حنان الأم ولا رعاية الأب، فالمحبوب له شخصية مستقلة عنا لايحتاج لنصائح وتوجيهات مستمرة وإلا اتسمت العلاقة بالاعتمادية وأصبحت مملة. المحبوب يستحق المشاركة الثرية عاطفيا وعقليا ووجدانيا ويستحق التقدير لاحتلاله جزءا من حياتنا وليس كل حياتنا، من الممتع أحيانا أن تكون المرأة شهرزاد فهذا دليل تفوقها وليس من الحب أن يكون الرجل دوما سلبيا مستقبلا كشهريار. في لحظة تحتاج المرأة أن تغادر تلك الشخصية وتتقمص شخصية سندريلا التي غير الأمير حياتها. من رقة الإحساس أن نقدر كل صغيرة يقدمها الآخر حتى لو دقائق قليلة يخصنا بها. من الحب أن تشف ملامح الوجه وترشح بالشوق ويرق الصوت ليؤكد أن الكيان متوجه للآخر ونصغي إلى كل حرف بلهفة. الحب المصطنع المفرك مشروع غامض في نفق ضبابي. الحب الصادق يثقفنا ويرفعنا إلى مستوى راقٍ من العطاء والإيثار. إنه الآلة التي تنسف رتابة حياتنا وتنبت لنا أجنحة نحلق بها. الحب يغيرنا ويرقق جدار القلب السميك المثقل بالأحزان والخيبات. يتجدد الحب بمجرد بطاقة تهنئة في يوم الميلاد تشير إلى حرصنا وتذكرنا دون حاجة للسؤال المباشر عن التاريخ. الحب يصيب الإنسان بصعقة فيحب كل شيء متعلق بالآخر يحب الشارع ويحن للمقهى ويراقص أشعة الشمس على صفحة الماء الفضي، بالحب تتحول العينان إلى يدين للإمساك بكل ماله علاقة بالآخر. مع الحب تزداد قدرتنا لنتشرب كل كلمة يقولها الآخر وتسحرنا كل حركة تصدر عنه. حين نحب ترق قلوبنا ونستحضر وجوه أحبتنا لنعتذر لهم عن قسوتنا ونمد يدنا متسامحين. يقول إيليا أبو ماضي: عذبي ما شئت قلبي عذبي فعذاب الحب أسمى مطلبي واقطفي حبات قلبي حبة حبة ثم اعصريها واشربي