قفز اسم تنظيم القاعدة إلى واجهة الاهتمام الشعبي والرسمي في الأردن فجأة ودون مقدمات ظاهرة، وذلك بعد الإعلان مساء أمس الأول عن القبض على خلية إرهابية قالت السلطات الأردنية إنها تابعة للتنظيم. وبعد الإعلان بساعات استُشهِدَ جندي أردني في اشتباكٍ على الحدود مع سوريا مع جماعةٍ مسلحة تبيَّن في وقت لاحق أنها من الجماعات السلفية الجهادية. وفي حين قالت الرواية الرسمية الأردنية أن تلك المجموعة كانت تحاول العبور من الأردن إلى سوريا، أكدت مصادر من سكان المنطقة الحدودية ل “الشرق” أن المجموعة كانت تحاول العبور من سوريا إلى الأردن، وتم القبض على أفراد المجموعة التي قاربت عشرين شخصاً، ولم يُكشَف عن جنسياتهم بعد. وكانت الخلية الإرهابية، المؤلفة من 11 شخصاً بحسب التصريحات الرسمية، تخطط لتفجير مجمعات تجارية لصرف أنظار الأجهزة الأمنية عن هدفها الحقيقي وهو مجمعات دبلوماسية في منطقة عبدون، إحدى ضواحي عمان الراقية. ويعتقد الكاتب والمحلل، فهد الخيطان، أن الهدف النهائي لتلك الخلية هو السفارة الأمريكية في الأردن، مشيراً، في تصريحٍ ل”الشرق”، إلى أن العملية قد تكون في سياق الرد على الفيلم المسيء للرسول الكريم خصوصاً وأن أفراد الخلية كلهم أردنيون. لكن أحد قياديي التيار السلفي الجهادي في الأردن، أبو سياف، شكك في الرواية الرسمية، وأضاف، في تصريحٍ ل “الشرق”، أن التيار السلفي الجهادي سيعقد مؤتمراً صحفياً قريباً حول الموضوع. وقال أبو سياف إنه يعرف شخصياً معظم المعتقلين، حيث إنهم أعضاء في التيار السلفي الجهادي، لكنه استبعد أن يكونوا خططوا فعلاً للعملية المعلن عنها، وشدد على قاعدة براءة المتهم حتى تثبت إدانته، مشيراً إلى أن من أسس دعوة التيار السلفي الجهادي حرم استحلال دماء المسلمين. أما بخصوص الاشتباك الذي أودى بحياة جندي أردني، أوضح أبو سياف إنه لا علم له بتفاصيل العملية، ولكنه ذكر أن أعضاء التيار السلفي الجهادي الذين أُلقِيَ القبض عليهم سابقاً أثناء محاولات العبور إلى سوريا لم يطلقوا طلقة واحدة على الجيش الأردني.