تجمع احتجاجي سابق لسلفيي الأردن بسبب الاعتقالات (الشرق) عمان – علاء الفزاع شهدت مدينة معان في جنوب الأردن مساء أمس الأول اشتباكات بالأسلحة النارية عندما هاجم مئات السلفيين وعائلاتهم مبنى دائرة المخابرات العامة في المدينة. وكان هؤلاء يحتجون على استمرار سجن وتوقيف أردنيين من التيار السلفي في كلٍ من العراق واليمن، بمشاركة من عائلات الموقوفين والسلفيين وعددٍ من وجهاء عشائر مدينة معان. وبعد انتهاء الاعتصام تحول التحرك إلى مسيرة توجهت إلى مبنى المخابرات، حيث حاول رجال الأمن وحراس المبنى وقف تقدم المحتجين، ووقعت مصادمات نتج عنها إطلاق نار من قِبَل الطرفين وإصابة رجل أمن بطعنة سكين، كما أصيب أحد المحتجين برصاصة، ثم تدخلت قوات الأمن وفرقت المحتجين بالغاز المسيل للدموع. وفي وقتٍ لاحق، تدخل وجهاء عشائريون وقادة في التيار السلفي لاحتواء الموقف وإعادة الهدوء إلى المدينة وامتصاص التوتر. وتشهد مدينة معان تصاعداً لنفوذ التيار السلفي الجهادي الذي نفذ أعضاؤه عدة استعراضات للقوة في المدينة حيث نفذوا مجموعة مسيرات واعتصامات كان بعضها حاشداً. من ناحية أخرى، قال القيادي في التيار السلفي الجهادي الأردني، محمد الشلبي «أبو سياف»، إن أكثر من مائة من أفراد وأنصار التيار السلفي الجهادي في الأردن هم الآن في سوريا يقاتلون ضد نظام بشار الأسد، وكشف أبو سياف، وهو من مدينة معان، أن هؤلاء جميعهم يقاتلون تحت راية تنظيم جبهة «نصرة أهل الشام». وكانت مدينة معان شهدت قبل أيام توزيع الحلوى احتفاء بمقتل أحد أفراد التنظيم السلفي الجهادي من أبناء المدينة، وذلك أثناء قتاله في سوريا. وقبل أربعة أشهر قُتِلَ معانيٌّ آخر عندما نفذ عملية فجر فيها نفسه في حاجز عسكري سوري في منطقة درعا، حيث يقول التيار السلفي الأردني إن تلك العملية أسفرت عن مقتل عشرة جنود نظاميين سوريين.إلى ذلك، أكدت مصادر «الشرق» أن الأجهزة الأمنية الأردنية، وخصوصاً المخابرات العامة، تحتجز جوازات سفر عدد من نشطاء التيار السلفي الجهادي لمنعهم من التوجه إلى سوريا، كما تمارس جهوداً حثيثة لوقف محاولات أعضاء التيار للقتال في سوريا، وخصوصاً بعد فتوى القيادي في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وبعد فتوى مماثلة من قيادي سلفي هو أبو محمد الطحاوي. وقد تمكن بعضهم بالفعل من النفاذ عبر ممرات تهريب حدودية. وكان الجيش الأردني بمعاونة الأجهزة الأمنية المختصة قد ألقى القبض على عددٍ من أفراد التيار السلفي أثناء محاولتهم العبور إلى سوريا.