أكد القيادي السلفي الجهادي الأردني محمد الشلبي، المعروف ب»أبو سياف» ل «الشرق» أن السلفيين الجهاديين الأردنيين يحاولون الدخول إلى سوريا للقتال تحت راية تنظيم «جبهة نصرة أهل الشام» الذي يوجد بشكل رئيس في جنوب سوريا، وقال: إن أماكن وجود هؤلاء المقاتلين في سوريا متفرقة حاليا وليست في مكان واحد. وحول تنظيم النصرة قال أبو سياف: إن مقاتلين عربا يشكّلون عماد هذا التنظيم، وأن الأردنيين المنضوين تحت هذه الجبهة يوجدون عموماً في جنوب سوريا، حيث نفذوا عمليات في منطقة درعا، موضحا أن ما يزيد عن مائة من المقاتلين الأردنيين يوجدون الآن في سوريا، مشيراً إلى أن السلطات الأردنية قامت بمنع عديدٍ من المقاتلين من عبور الحدود، حيث اعتقلت 35 حتى الآن، يوجد 15 منهم في السجون، في حين يجري التحقيق مع عشرين منهم لدى المخابرات، مبينا أن من دخل إلى سوريا من الجهاديين الآن، دخلها بشكل فردي وليس بناء على أوامر تنظيمية. إلى ذلك علمت «الشرق» من مصادر سلفية أن المقاتلين ضمن تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام هم سعوديون ولبنانيون وعراقيون وأردنيون. وكانت عائلات سلفيين أردنيين أعلنت مؤخراً، مشاركة عدد منهم في القتال في سوريا، من بينهم رشاد شتيوي، ود. صلاح العناني، اللذان رافقهما، كلٌ على حدة، عدد من الشبان السلفيين، خصوصاً من مدينة معان، كما نفذ أردني عملية انتحارية في درعا أدت إلى مقتل عشرة جنود سوريين على حاجز عسكري. إلى ذلك قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية ل «الشرق»: إن تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام، الذي أنشئ قبل عام تقريباً، يتكون في أغلبه من جهاديين كانوا يقاتلون في العراق ضمن تنظيم القاعدة في دولة العراق الإسلامية، أكثرهم من الصف الثاني هناك، وهم ينفذون في سوريا نفس التكتيكات العسكرية التي كانوا ينفذونها في العراق، وأبرزها العمليات الاستشهادية. مضيفا أن المقاتلين في التنظيم هم من الأردن والعراق وليبيا وتونس والسعودية، كما بدأ ينضم إليهم مقاتلون سوريون. وقال أبو هنية: إن التنظيم هو الأكثر وجوداً وسرعة في النمو الآن، حيث اعترفت به القاعدة وأصبح يتبنى أدبياتها، وأصدر العشرات من البيانات التي لقيت رواجاً كبيراً في أوساط الجهاديين. متوقعا، أنه في حال طال الصراع في سوريا لعام أو أكثر فإن الظروف ستسمح لذلك التنظيم بالنمو أكثر فأكثر، والإعلان عن نفسه ككيان موجود ومحسوس، وربما تحت مسمى تنظيم القاعدة في بلاد الشام، على غرار تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. ومن المعروف أن عمليات تنظيم النصرة لأهل الشام عادت بفوائد كبيرة على النظام السوري حيث ساهم وجوده في دعم رواية دمشق، بأن ما تواجهه ليست ثورة شعبية بل عمليات مسلحة من تنظيمات متطرفة.