قال القيادي في التيار السلفي الجهادي الأردني، أحمد الشلبي، ل «الشرق» إن السلطات السورية أعدمت قبل أيام أحد قياديي التيار إبراهيم زين العابدين المعروف ب «جهاد القشة» وعضو آخر من التيار. وأكد «الشلبي»، المعروف على نطاق واسع باسم «أبو سياف»، أن «القشة» أُعدِمَ رغم أن حكمه هو السجن المؤبد. وكان يُعتَقد أن «القشة» قُتِلَ أثناء أحداث سجن صيدنايا، إلا أن «أبو سياف» أكد أنه نُقِلَ إلى مكان آخر قبل إعدامه. وكان «القشة»، وهو أردني الجنسية، مطلوباً في الأردن بتهم تتعلق بالإرهاب وأهمها محاولة تفجير مبنى المخابرات العامة الأردنية بالأسلحة الكيماوية، وقضى عدة سنوات في سجن الجفر مع عدد من قيادات التنظيم السلفي في قضية أبو مصعب الزرقاوي، وبعد خروجه حاول العودة إلى العراق عبر سوريا ولكن تم إلقاء القبض عليه قبل أربع سنوات وحُكِمَ بالسجن المؤبد. وفي سياقٍ متصل، أفاد «أبو سياف» بصحة نبأ اعتقال 11 من أعضاء التيار الذين حاولوا التسلل عبر الحدود الأردنية إلى سوريا للمشاركة فيما وصفه ب «الجهاد ضد نظام الأسد». وبيَّن «أبو سياف» أن سبعة من المعتقلين موجودون في سجن الهاشمية في محافظة الزرقاء وأربعة في سجن المخابرات العامة، مشيرا إلى أن اثنين من المجموعة من مدينة معان. وأبدى القيادي السلفي قناعته بأن النظام السوري يحاول تصدير صورة للغرب مفادها أنه يحارب عناصر من القاعدة قادمة من الأردن. ويُشَار هنا إلى أن العلاقة بين التنظيم السلفي الجهادي الأردني والقاعدة ليست علاقة مباشرة وإنما هناك قدر من التداخل. حزب «سلفي» من ناحية أخرى، أكدت مصادر «الشرق» أن بعض الأطراف في التيار السلفي الأردني تحاول إقناع باقي مكونات التيار بالتحول إلى حزب سياسي مرخص من السلطات الأردنية ثم خوض الانتخابات النيابية، وهو ما لَقِىَ معارضة شديدة، حيث يصف قادة داخل التيار العملية السياسية ضمن النظام الحالي بأنها مخالفة للشرع. لكن التيار بدأ عملية تأطير لنشاطه، حيث بدأ إجراءات تشكيل مجلس شورى للسلفية الأردنية. وفي هذا الصدد، قال أبو سياف ل «الشرق» «اجتمع عدد من الإخوة في منطقة الضليل (بلدة في الصحراء الأردنية شرق عمان) لاستكمال النقاش حول ترتيب الأوراق بعد اكتمال خروج كافة المسجونين، ولم يحضر كل أعضاء التيار ولكن المؤثرين فقط، ولم نصل إلى قرار تشكيل مجلس شورى، إنما اتفقنا على تأجيل تشكيله لحين مشاورة الجميع، وهذه الخطوة تأتي استكمالاً لجهودنا الاجتماعية والسياسية وبعد الانتهاء من مرحلة الاعتقالات والسجون». وكشف أبو سياف عن تشكيل لجنة متابعة مكونة من عشرة أشخاص بينهم هو شخصياً، وذلك للالتقاء بأعضاء التيار في محافظات الأردن، وصولاً إلى تشكيل مجلس الشورى إضافة إلى هياكل أخرى من بينها مجلس إعلامي ومجلس اجتماعي ومجالس أخرى، فيما يشبه حزبا سياسيا حتى لو لم يكن مرخصاً، ويعزز ذلك وجود رغبة واضحة لدى التيار في الانتهاء من مرحلة السجون والانتقال إلى العمل الميداني. لكن «أبو سياف» نفى بشدة أن تكون هناك نوايا للترخيص ضمن قانون الأحزاب الأردني، وأكد أنه من المسلَّمات بالنسبة للتيار ألا يرخِّص حزباً سياسياً في ظل هذه الأنظمة، مشددا على أن التيار لن ينخرط في أي عمل سياسي رسمي، مع أن فهمه للإسلام هو أن السياسة تتداخل بالإسلام بشكل كبير.